بنكيران.. نهاية رجل.. كلاكيت ثاني مرة !

 بنكيران.. نهاية رجل.. كلاكيت ثاني مرة !
آخر ساعة
الجمعة 22 يوليو 2022 - 9:49

لا يموت المرء دفعة واحدة كما يقولون، بل في كل يوم يموت جزء منه، بين أحبابٍ وذكريات ورغبات. وعبد الإله بنكيران لم يتقبل عندما كتبنا يوما أنه انتهى سياسيا.

لا زال بنكيران يكابر ويحاول أن يعطي لنفسه ولحزبه تلك القيمة الهامة التي لا ينكر أحد أنه كان يوما يحظى بها، فقد كاد المغاربة يجمعون يوما على التصويت على حزبه باعتباره الأمل الوحيد، قبل أن يدركوا أن خمس سنوات ليست كافية للحكم عليه، ويعودوا للتصويت عليه مرة ثانية... ويكتشفوا الحقيقة المرة.

‏‏

وما قدمه الحزب للمغاربة (أو بالأحرى ما لم يقدمه) كان كافيا جدا ليجعلهم يولوا وجوههم إلى وجهات أخرى وأحزاب لم يعتقدوا ربما أنها الأفضل.. لكن على الأقل أفضل.

في كلمة لبنكيران حول الانتخابات الجزئية الأخيرة التي جرت بالحسيمة، واصل هذا الأخير تعلقه بـ"وهم الاستحقاق"، معتقدا أن حزبه لا زال يستحق أن يكون الأول، وأن كلمته لا زالت مسموعة، غير مبال إطلاقا أن الوقائع تقول عكس ذلك.

وكالعادة لم يفرط بنكيران في خطاب المظلومية الاستباقي، داعيا أعضاء حزبه إلى توجيه رسالة للمغاربة كلهم وأن يقولوا أنهم "ضد التلاعب بالأصوات، وضد الجمع بين المال والسلطة".

وعمم بنكيران خطابه موجها إياه لجميع المغاربة، داعيا إياهم للتصويت، مستعملا كلمة "الشرف" كوسيلة للإقناع.. أي أن كل من لم يصوت على حزبه فهو "غير شريف".

وتأتي نتائج انتخابات الحسيمة ومكناس الجزئية (وهي أهم من انتخابات 8 شتنبر!)، ليتذيل البيجيدي ترتيب الأحزاب، وليتأكد أن الرجل يؤذن في مالطا فعلا، وأن هناك قلة قليلة لا زالت تستمع له وتمنحه ما يرضيه من "تصفيقات" عقب كل نهاية جملة تتطلب ذلك، لكن دون أن يؤخذ كلامه على محمل الجدية فعلا.

لكن هذا لن يهم بنكيران إطلاقا، فخطاب المظلومية جاهز، والرغبة الطفولية في الحظوة والانتصار حاضرة، بغض النظر عن كل الوقائع التي لا تخفى إلا عن ضرير أو من على بصره غشاوة.

‏‏

سيظل بنكيران يثرثر ويتحدث، مستعملا نفس المصطلحات، غير مبال بالنقد الإعلامي أو حتى الذاتي، فهو إن انهزم فقد ظلموه، وإن انتصر فلأن المغاربة أذكياء واختاروا الأفضل لهم.

بالله عليك يا بنكيران.. قف مع نفسك لدقائق وصارحها بالحقيقة المرة: لقد انتهى زمنك وزمن حزبك، وهذه سنة الحياة: لو دامت لغيرك ما وصلت لك.