كشف المحلل الدولي إنريكي سيربيتو أن المغرب بات ثالث أكثر بلد استفادة من برنامج الفوائض العسكرية للولايات المتحدة، واصفًا هذا التطور بـ«"المقلق بالنسبة لإسبانيا".
وأوضح أن الرباط حصلت، في إطار هذا البرنامج، على طائرات نقل عسكرية من طراز C-130، ودبابات أبرامز، وأكثر من 600 مركبة مدرعة.
جاءت تصريحات سيربيتو خلال فقرة "خريطة العالم" (Mapamundi) من برنامج "لا لينترنا" (La Linterna) الذي تبثه إذاعة COPE، حيث اعتبر أن هذه المعطيات تضع المغرب في موقع استراتيجي متقدم من حيث قدراته العسكرية، بفضل العتاد الذي يتلقاه من واشنطن.
برنامج أمريكي بشركاء رئيسيين
ويقوم البرنامج الأمريكي على تزويد دول حليفة بمعدات عسكرية مستعملة، جرى سحبها من الخدمة الفعلية لكنها لا تزال في حالة جيدة وصالحة للاستعمال.
ووفق سيربيتو، تتصدر إسرائيل قائمة المستفيدين من هذه الفوائض، وهو أمر متوقع بالنظر إلى تحالفها الوثيق مع الولايات المتحدة. وتأتي اليونان في المرتبة الثانية، في سياق تنافسها الإقليمي مع تركيا، مستفيدة من علاقاتها الجيدة مع واشنطن، ما مكّنها من الحفاظ على ميزانية دفاع تفوق بثلاثة أضعاف ميزانية إسبانيا.
غير أن المرتبة الثالثة شكلت المفاجأة الأكبر، بحسب المحلل الإسباني، قائلاً: "الثالث هو المغرب، وهذا مقلق إلى حد ما بالنسبة لنا". وأشار إلى أن حجم العتاد الذي حصل عليه المغرب، خصوصًا العدد الكبير من المركبات المدرعة المخصصة لنقل الجنود، يعكس وتيرة متسارعة في تحديث قدراته العسكرية، في سياق يتسم، حسب تعبيره، بـ"الغموض الكبير" بشأن بعض الملفات الحساسة، من بينها العلاقات المغربية-الإسبانية وقضية جزر الكناري.
السياق الجيوستراتيجي الدولي
وفي تحليله للمشهد الدولي، تطرق سيربيتو أيضًا إلى تعاظم الحضور الصيني في إفريقيا، وهي استراتيجية، بحسبه، جرى ترسيخها منذ ثلاثة عقود.
وأبرز أن أولى الزيارات السنوية لوزير الخارجية الصيني تكون دائمًا للقارة الإفريقية، حيث شملت هذا العام مصر وتونس والطوغو وكوت ديفوار، وهي دول تشترك في امتلاك منافذ بحرية وموانئ تجارية ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لبكين.
وأشار المحلل إلى أن تعاظم النفوذ المغربي في المنطقة، إلى جانب هذه التحولات الدولية، يطرح تحديات مستقبلية لإسبانيا، خاصة في ما يتعلق بجزر الكناري والمجالات الاقتصادية المرتبطة بها.
وفي ختام تحليله، توقف سيربيتو عند تحولات الاستراتيجيات العسكرية العالمية، مبرزًا التباين بين دول تختبر مقاتلات شبحية متطورة من الجيل الخامس، مثل روسيا، وأخرى تتجه إلى تحويل طائرات مقاتلة قديمة إلى طائرات مسيّرة، كما هو الحال في الصين والهند وكوريا الشمالية وفيتنام.
واعتبر أن هذا التوجه يفتح نقاشًا واسعًا حول مستقبل الطيارين البشر ودورهم في حروب الغد، في ظل التطور المتسارع لتكنولوجيا الطائرات دون طيار.
ويخلص التحليل إلى أن إعادة التسلح المغربي، إلى جانب هذه التحولات الجيوسياسية والعسكرية، تعكس مشهدًا دوليًا متغيرًا ستكون له تداعيات مباشرة على توازنات القوة في المنطقة وعلى المصالح الإسبانية.
