دخل قرار الزيادة في رسم التضامن ضد الوقائع الكارثية حيز التنفيذ رسمياً في المغرب، حيث انتقلت النسبة من 1% إلى 1.5%، وذلك عقب نشر المرسوم الجديد في الجريدة الرسمية.
وتأتي هذه الخطوة لتعزيز الموارد المالية لـ "صندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية"، خاصة بعد التحديات المالية التي فرضها زلزال الحوز في شتنبر 2023، والذي رفع تكلفة تغطية المخاطر بشكل كبير.
ولكن، بعيداً عن لغة الأرقام والضرائب، ما هو هذا الصندوق؟ ومن هم الأشخاص المعنيون بتعويضاته؟ وكيف يتم تحديد المستفيدين؟
سياق الزيادة
صادق مجلس الحكومة في 28 غشت الماضي على مشروع المرسوم رقم 2.24.1123، الذي يقضي بتغيير وتتميم المرسوم السابق (2.19.244).
الهدف الأساسي من رفع الرسم إلى 1.5% هو ضمان ديمومة تمويل الصندوق وتمكينه من الوفاء بالتزاماته تجاه الضحايا، بعدما كشفت تقييمات ما بعد زلزال الحوز عن ارتفاع تكلفة تغطية خطر الزلازل بنسبة قاربت 100%.
ويُفرض هذا الرسم الشبه ضريبي على أقساط عقود التأمين ، لتمويل نظام الإعانات المخصص للأشخاص الذين لا يتوفرون على تغطية تأمينية خاصة.
ما هو نظام التغطية ضد عواقب الوقائع الكارثية؟
يُعرف القانون 110.14 نظام التغطية ضد عواقب الوقائع الكارثية كنظام مختلط يجمع بين شقين:
- نظام تأمين: لفائدة الضحايا الذين يتوفرون مسبقاً على عقود تأمين.
- نظام تضامني (إعانة): موجه للأشخاص الذاتيين الذين لا يتوفرون على أي تغطية، وهو الشق الذي يدبره "صندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية".
صندوق التضامن هو شخصية اعتبارية تتمتع بالاستقلال المالي، ومهمته الأساسية تعويض الضحايا غير المؤمنين عن الأضرار البدنية أو فقدان المسكن الرئيسي.
متى تعتبر الواقعة "كارثية"؟
لكي يتدخل الصندوق، يجب أن يصنف الحادث قانونياً كـ "واقعة كارثية" بموجب قرار يصدر عن رئيس الحكومة في غضون 3 أشهر من الحادث. وتشمل الوقائع الكارثية ما يلي:
-الكوارث الطبيعية: الفيضانات، الزلازل، "التسونامي"، وانهيار السدود .
-الفعل العنيف للإنسان: الأعمال الإرهابية، والفتن أو الاضطرابات الشعبية.
ويشترط في العامل الطبيعي أن يكون ذا "حدة غير طبيعية" وأن يتوفر فيه عنصر الفجائية أو عدم إمكانية التوقع.
من يحق له الاستفادة من التعويض؟
يستهدف النظام التضامني الفئات الهشة التي لا تملك "شبكة أمان" تأمينية. يعتبر مؤهلاً للاستفادة:
- الأشخاص غير المؤمنين: أي شخص لا يتوفر على عقد تأمين يغطي الكوارث.
- أصحاب التعويضات الهزيلة: الأشخاص الذين لديهم تأمين لكنه يمنح تعويضاً أقل مما يمنحه الصندوق (يدفع الصندوق الفرق في هذه الحالة).
ويشمل التعويض فئتين من المتضررين:
- الأشخاص الذين أصيبوا بأضرار بدنية مباشرة (أو ذوي حقوقهم في حالة الوفاة).
- أفراد العائلة الذين أصبح مسكنهم الرئيسي غير صالح للسكن بشكل مباشر.
كيف يتم احتساب التعويضات؟
يغطي الصندوق نوعين من الأضرار:
1. الأضرار البدنية: يتم التقييم استناداً إلى ظهير 1984 المتعلق بحوادث السير. يتم احتساب التعويض بناءً على الرأسمال المعتمد ونسبة العجز، لكن يتم تطبيق "نسبة تخفيض" يحددها وزير المالية تأخذ بعين الاعتبار الوضعية المالية للصندوق، على ألا يتجاوز التخفيض 70%.
2. فقدان المسكن الرئيسي:
تعويض الإصلاح/إعادة البناء: يُمنح للمالك، ويتم حسابه بناءً على معادلة تقارن بين قيمة الأضرار، وكلفة إعادة البناء، ومبلغ أدنى تحدده الإدارة (لا يقل عن 250,000 درهم) .
تعويض فقدان الانتفاع (السكن):
للمالك: 6 أضعاف القيمة الكرائية الشهرية.
للمكتري: 3 أضعاف القيمة الكرائية الشهرية.
مسطرة الاستفادة.. خطوات دقيقة
للحصول على التعويض، يجب اتباع مسطرة إدارية محددة:
- التقييد في السجل: يجب تسجيل الضحايا في سجل التعداد لدى وزارة الداخلية داخل أجل 90 يوماً من تاريخ نشر قرار رئيس الحكومة.
- تقديم الطلب: يرسل ملف التعويض إلى صندوق التضامن مرفقاً بالوثائق المثبتة (شواهد طبية، رسوم الملكية أو الكراء، إلخ).
-المعالجة والبت: يدرس الصندوق الطلب ويقدم عرضاً للتعويض أو قراراً بالرفض في غضون 30 يوماً من استلام الملف كاملاً.
وفي حالة النزاع، أحدث المشرع "لجنة تسوية المنازعات" كخطوة إلزامية قبل اللجوء إلى القضاء الإداري.