أصبح المغرب الدولة الوحيدة في العالم التي تختبر نظام التأشيرة الرقمية المبتكر الذي أطلقته كندا، مما يعيد تعريف تجربة السفر من خلال تقديم طريقة أسرع وأكثر أمانًا للحصول على التأشيرات.
ويهدف هذا المشروع التجريبي، الذي أطلقته إدارة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC)، إلى تبسيط عملية الحصول على التأشيرة من خلال القضاء على الحاجة للوثائق الورقية، والسماح للمسافرين بالحصول على تأشيراتهم إلكترونيًا.
لا يقتصر الهدف على تسهيل السفر للمواطنين المغاربة فحسب، بل يمهد الطريق لنظام تأشيرات أوسع وأكثر فعالية قد يعيد تشكيل السفر الدولي لملايين الأشخاص مستقبلاً.
مشروع التأشيرة الرقمية التجريبي لكندا
أطلقت كندا مشروعها التجريبي للتأشيرة الرقمية لتسهيل عملية تقديم طلبات التأشيرة، مما يجعل السفر أسرع وأكثر أمانًا وكفاءة.
وقد تم اختيار المغرب كأول دولة لتجربة هذه المبادرة المتطورة، ما يمثل علامة فارقة في تطور السفر والهجرة الدولية.
ومن شأن هذه الخطوة الرائدة أن تغيّر الطريقة التي يتفاعل بها المسافرون مع طلبات التأشيرة، من خلال تقليل الإجراءات الورقية وتعزيز الأمان لملايين الأشخاص حول العالم.
يهدف البرنامج التجريبي الجديد إلى تبسيط وتحديث عملية الحصول على التأشيرة الكندية، وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود الحكومة الكندية لتحسين خدمات الهجرة، مستفيدة من التكنولوجيا لجعل السفر أكثر سلاسة للزوار الدوليين.
على عكس الأنظمة التقليدية التي تتطلب تقديم مستندات ورقية وزيارات للسفارات والقنصليات، يسمح النظام الرقمي للمسافرين بالحصول على التأشيرات إلكترونيًا.
تُخزن التأشيرة الرقمية على منصة آمنة، مما يسهل على المسافرين إدارة مستنداتهم وخططهم للسفر.
ستعمل المرحلة التجريبية على جمع ردود أفعال المسافرين المغاربة، لتقديم بيانات حقيقية لتحسين النظام قبل التوسع المحتمل. ستساعد هذه الملاحظات على معالجة أي مشاكل أو ثغرات وضمان عمل النظام بكفاءة في المستقبل.
لماذا تم اختيار المغرب؟
تم اختيار المغرب لقيادة المشروع التجريبي بسبب العلاقات التاريخية القوية مع كندا، وزيادة عدد الزوار المغاربة إلى كندا.
تستهدف المبادرة مجموعة صغيرة من المسافرين المغاربة الذين سبق أن حصلوا على تأشيرة زيارة كندية، وسيحصل هؤلاء على نسخة رقمية من التأشيرة إلى جانب الملصق التقليدي في جواز السفر.
الاختيار الاستراتيجي للمغرب يتيح لكندا تقييم فعالية النظام في سياق واقعي، مع مسافرين لديهم خبرة سابقة في العملية، مما يساعد على رصد أي تحديات أو عقبات وإجراء التعديلات اللازمة قبل التوسع في دول أخرى.
عصر جديد للسفر الدولي
يمثل إطلاق التأشيرة الرقمية قفزة نوعية في تكنولوجيا السفر، حيث يتيح النظام الرقمي الوصول إلى التأشيرة إلكترونيًا دون الحاجة إلى الوثائق الورقية، بما يتماشى مع اتجاهات الرقمنة العالمية، ويوفر تجربة سفر أكثر سلاسة.
بالنسبة للمشاركين المغاربة، يعني ذلك إمكانية الوصول إلى التأشيرات عبر منصة رقمية آمنة دون الحاجة لإرسال جواز السفر أو تسليمه.
يساهم النظام أيضًا في تقليل وقت المعالجة، مع الالتزام الصارم ببروتوكولات الخصوصية والأمان لحماية المعلومات الشخصية.
يمكن أن يكون للنظام الرقمي آثار واسعة على المسافرين حول العالم. إذا نجح في المغرب، قد يتم تعميمه على دول أخرى، مما يوفر طريقة أسرع وأكثر راحة للحصول على التأشيرات الكندية.
وقد يقلل هذا النظام من البيروقراطية ويجعل السفر الدولي أكثر سهولة، خاصة للمسافرين المتكررين.
كما يفتح النظام الرقمي فرصًا جديدة للتعاون بين الدول وسلطات الهجرة، من خلال مشاركة والتحقق من معلومات السفر بسهولة، مما يعزز الأمن عند الحدود ويحسن السلامة العامة للسفر، ويسهم في تقليل الهجرة غير القانونية والتزوير في التأشيرات.
تسهيلات إضافية للمسافرين
بالإضافة إلى إطلاق التجربة الرقمية، أزالت كندا شرط التأشيرة للمواطنين القطريين، مع وجوب الحصول على تصريح السفر الإلكتروني (eTA) قبل السفر، وهو تصريح رقمي يسهّل دخول المسافرين من الدول المعفاة من التأشيرة.
أما بالنسبة للمغاربة، فيمكن لبعضهم التقدم بطلب للحصول على eTA إذا استوفوا شروطًا محددة مثل الحصول على تأشيرة زيارة كندية خلال السنوات العشر الماضية، أو امتلاك تأشيرة غير مهاجرة صالحة للولايات المتحدة، وزيارة كندا لفترة قصيرة.
ورغم أن المشروع التجريبي يشمل حاليًا مجموعة صغيرة من المغاربة، فإن نجاحه قد يمثل البداية نحو اعتماد أوسع لوثائق الهجرة الرقمية. في حال نجاح التجربة، قد يتم توسيع النظام ليشمل دولًا أخرى، مما يجعل السفر إلى كندا أسرع وأكثر مرونة.
مع التقدم الرقمي المستمر، قد تصبح التأشيرات الرقمية المعيار الجديد للسفر الدولي، مقدمة طرقًا أكثر أمانًا وسلاسة لإدارة مستندات السفر.
تعد تجربة المغرب مع التأشيرة الرقمية مرحلة مهمة في التحول الرقمي لأنظمة الهجرة والسفر. وإذا نجحت التجربة، قد تحدث ثورة في طريقة تعامل المسافرين مع التأشيرات، وتجعل التنقل العالمي أسرع وأسهل من أي وقت مضى.