أكد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، في خضم الجدل المثار حول خطة تسديد التبليغ وتوحيد خطبة الجمعة، أن ما تم تداوله بشأن وصفه للمغاربة بـ"المجرمين" مجرد افتراء وتحريف متعمد لكلامه.
وشدد الوزير، خلال مناقشة الميزانية الفرعية بلجنتي الخارجية والشؤون الإسلامية بمجلس المستشارين، على أن "المجرمين الحقيقيين هم من يكذبون ويزوّرون الكلام وينسبون إليه ما لم يقله"، موضحا أن حديثه كان موجها حصراً إلى من يخالف الجماعة ويخرج عنها، وفق ما أقره علماء الأمة.
وأوضح التوفيق أن التبليغ الديني في المغرب يخضع لبنية مؤسساتية واضحة، حيث تتكفل وزارة الأوقاف بالتجهيزات الأساسية للتديّن، من مساجد وقيمين دينيين، فيما يتولى المجلس العلمي الأعلى، برئاسة الملك محمد السادس، مسؤولية التبليغ وضبط مضامينه. وأضاف أن خطة تسديد التبليغ التي يعمل عليها المجلس ليست قرار فرد أو "شيخ جماعة"، وإنما ثمرة عمل جماعي لعلماء مؤتمنين على الشأن الديني.
وفيما يتعلق بتوحيد خطبة الجمعة، أكد الوزير أن الأمر يظل مجرد اقتراح يندرج ضمن رؤية تنظيمية شاملة، وأنه يأتي منسجماً مع المقاصد الشرعية ومع أولويات المجتمع، لأن الخطب في النهاية تستند إلى القرآن والأحاديث النبوية.
ودعا منتقدي الخطة إلى مقارنة الخطب المقترحة بما كان يُلقى في السابق بدل إطلاق أحكام عامة.
وجدد التوفيق التأكيد على احترام الملك محمد السادس للعلماء، قائلاً: "أمير المؤمنين لم يسبق أن قال للعلماء افعلوا لي… بل يحترمهم كثيرا، ويترك لهم كامل الحرية للقيام بواجبهم"، رافضاً وصف "علماء المخزن" الذي روجه البعض.
وشدد على أن الحق هو ما يتم الاتفاق عليه جماعياً، لأن أهل السنّة بنوا أمرهم على الإجماع، الذي لا يعني بالضرورة 100%، بل الأغلبية الراجحة.
كما أبرز الوزير أن خطة تسديد التبليغ تراهن على تعزيز حضور العلماء في الميدان، وأن تطبيقها العملي قد ينعكس إيجاباً على المجتمع، من خلال خفض معدلات الطلاق للشقاق، وتقليل الجريمة والإدمان والكذب والغش، مضيفاً: "حينها يمكن الحديث عن نموذج مغربي يضمن الحياة الطيبة".
وختم بالقول إن حماية الأمة من الإرهاب، الذي "يتحرك مثل الميكروبات عبر الحدود"، تستلزم مناعة روحية قوية، وأن اختبار هذه المناعة سيظهر عندما تبدأ خطة التبليغ في التطبيق.
