أشارت تقارير حديثة إلى أن الولايات المتحدة والمغرب قد دخلا في مفاوضات متقدمة بشأن احتمال اقتناء المملكة لطائرات الجيل الخامس المقاتلة من طراز إف-35، لصالح القوات الجوية الملكية.
ورغم عدم وجود تأكيد رسمي من الرباط أو واشنطن، أشار موقع Defensa المتخصص إلى أن المؤشرات تدل على أن المناقشات الجارية تتسم بالجدية، وهو ما قد يؤدي، في حال نجاحه، إلى تحول ملموس في القدرات الدفاعية للمغرب والمشهد الاستراتيجي في شمال إفريقيا.
ويستند هذا التفسير إلى تقاطعات معلومات وردت من مصادر إعلامية متخصصة في شؤون الدفاع، حيث أعادت زيارة وفد عسكري مغربي رفيع المستوى إلى واشنطن في سبتمبر الماضي، هذا الموضوع إلى الواجهة.
ولم تكن الزيارة مجرد إجراء بروتوكولي، حيث التقى الوفد، الذي ضم مسؤولين عن برامج التجهيز والاقتناء، بنظرائهم في القوات الجوية الأمريكية، بمن فيهم قائدها الجنرال ديفيد ألفين.
ووفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن موقع "إفريقيا إنتلجنس"، فإن المفاوضات بين الطرفين مستمرة منذ عدة أشهر، وتندرج ضمن إطار تعزيز التعاون العسكري وتطوير القدرات الجوية المغربية.
وأضاف التقرير أنه لا يمكن النظر إلى الاقتناء المحتمل لطائرات إف-35 للقوات الجوية المغربية بمعزل عن الاستراتيجية الأوسع للتحديث التي تنفذها البلاد.
وتعمل القوات الجوية حالياً على تحديث بنيتها التحتية لاستقبال أسراب مقاتلاتها من طراز إف-16 بلوك 72، المتوقع أن يتم تسليمها في العام المقبل على الأرجح، وهي من أحدث أجيال هذه المقاتلة.
بالتوازي، يتقدم المغرب في تعزيز نسيجه الصناعي الدفاعي، ومن ضمن ذلك مشروع إنشاء مركز لصيانة وتحديث الطائرات العسكرية في بنسليمان بالشراكة مع شركات أمريكية وأوروبية، وهو مشروع يجهز أيضاً لتحديث طائراته الحالية من طراز إف-16 إلى معيار "فايبر" (Viper) .
هذا التوجه يعكس رغبة في بناء قدرات مستدامة لا تقتصر على شراء الأنظمة، بل تشمل تطوير الخبرة الفنية واللوجستية لتشغيلها على المدى الطويل.
كما تشير بعض التقديرات إلى أن عقد الإف-35، في حال إتمامه بنجاح، قد يشمل نحو 32 طائرة، بتكلفة إجمالية قد تصل إلى 17 مليار دولار على مدى 45 عاماً.
ومن المهم الإشارة إلى أن هذا المبلغ لا يمثل سعر الشراء فقط، بل يغطي حزمة متكاملة تشمل الصيانة، التدريب، المعدات المصاحبة، والتحديثات المستقبلية.
وإذا ما تم الاقتناء، ستمنح مقاتلة الإف-35 القوات الجوية المغربية قدرات عملياتية متقدمة، أبرزها التخفي الذي يقلل من احتمالية كشفها من قبل أنظمة الدفاع الجوي، وأنظمة استشعار ودمج بيانات متطورة تمنح الطيار رؤية شاملة لمسرح العمليات، بالإضافة إلى قدرات حرب إلكترونية متكاملة.
عموماً، يظل مقترح تزويد المغرب بمقاتلات إف-35 في الوقت الحالي في دائرة الإمكان، ويتطلب موافقة نهائية من الإدارة والكونغرس الأمريكيين، لكن مجرد طرحه بجدية في دوائر النقاش هو دليل على عمق الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن.
