حطت "قافلة الألياف البصرية لإنوي" رحالها بمدينة الدار البيضاء، أمس الأربعاء، تحت شعار "تسريع تعميم الألياف البصرية في مناطق البناء الجديدة"، وذلك بعد نجاح محطتها الأولى في مراكش.
وتهدف هذه المبادرة إلى تحسيس ومواكبة الفاعلين في مجالي العقار والبناء بضرورة إدماج تقنية الألياف البصرية في مرحلة تصميم المشاريع، لضمان بناء مساكن حديثة ومتصلة وتنافسية تستجيب لتطلعات المواطنين ومتطلبات الإدماج الرقمي في المغرب.
وفي هذا الصدد، أكد عز الدين المنتصر بالله، الرئيس المدير العام لشركة "إنوي"، أن المغرب حقق إنجازات كبيرة في قطاع العقار، حيث أنتج حوالي أربعة ملايين وحدة سكنية خلال العقدين الماضيين، كما شهد تطوراً ملحوظاً في مجال الاتصالات المتنقلة.
بالمقابل، أشار إلى وجود تأخر في ما يتعلق بالولوج إلى الخط الثابت والألياف البصرية، محذراً من أن الاعتماد الحصري على الشبكات المحمولة لنقل الكميات المتزايدة من المعطيات يطرح إشكالات تتعلق بالضغط والكلفة.
وأوضح المنتصر بالله أن الألياف البصرية أصبحت "ضرورة ملحة" لمواكبة تطور أنماط الاستعمال، لاسيما وأن متوسط الاستهلاك الشهري للفرد قد وصل حالياً إلى ما بين 18 و20 جيغابايت حتى في القرى الصغيرة.
من جهته، أكد مصطفى علالي، نائب رئيس الفيدرالية الوطنية للمنعشين العقاريين، أن سوق العقار في الدار البيضاء يشهد ازدهاراً وطلباً قوياً على السكن الذي يتوفر على بنية تحتية جيدة، مشدداً على أن الوصول إلى الإنترنت لم يعد ترفاً بل حاجة أساسية.
وعلى هامش القافلة، عززت "إنوي" التزامها بتوقيع اتفاقيات استراتيجية، أهمها شراكة مع مجموعة "كاسبيت غروب" لتعميم إدماج الألياف البصرية في مشاريعها العقارية المستقبلية، بالإضافة إلى اتفاق آخر مع المجلس الجهوي للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين (الجهة الوسطى).
وتهدف الشراكة الأخيرة إلى تكوين المهندسين المعماريين على الممارسات الجيدة لنشر الألياف البصرية وأهمية دمجها في مرحلة التصميم، لضمان امتلاك المهندسين لمخاطب تقني متخصص يلبي انتظاراتهم، حسب ما أوضح رئيس المجلس الجهوي محمد كريم السباعي.
اختتمت المحطة بعقد مائدة مستديرة جمعت أبرز الفاعلين لمناقشة آليات "تسريع تعميم الألياف البصرية في مناطق البناء الجديدة". وتؤكد "إنوي" من خلال "قافلة الألياف البصرية" دورها كشريك استراتيجي لمنظومة البناء، مجددة التزامها بتعميم الولوج إلى الإنترنت عالي الصبيب ومواكبة تحديث الإطار العمراني بالمغرب.
وتشدد الشركة على أن الألياف البصرية تُعد رافعة أساسية للتنافسية الاقتصادية وعاملاً رئيسياً لجاذبية الأجيال الجديدة من المشترين، وستواصل القافلة جولتها لتشمل مدناً مغربية أخرى، أبرزها طنجة، لتعزيز بناء مدن ذكية للمستقبل.
