تقرير دولي: نسبة الأشخاص "غير المتدينين" في المغرب تصل إلى 35%

 تقرير دولي: نسبة الأشخاص "غير المتدينين" في المغرب تصل إلى 35%
آخر ساعة
الخميس 18 سبتمبر 2025 - 20:56

أظهرت بيانات المسح العالمي للقيم (WVS)  أن 35.8% من المغاربة يعرّفون أنفسهم كـ"غير متدينين"، في حين أن نسبة المعلنين صراحة عن الإلحاد تظل شبه منعدمة.

هذا المعطى يجعل المغرب حالة استثنائية في شمال إفريقيا وإفريقيا عمومًا، حيث ما زالت الهويات الدينية حاضرة بقوة في المجتمعات.

ورغم أن الإسلام يبقى جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية المغربية، يضيف التقرير، فإن الأرقام تعكس تباعدًا متزايدًا بين التدين المعلن في الفضاء العام والممارسات الفردية الخاصة، فالكثير من المغاربة يواصلون الالتزام بالمظاهر الثقافية والدينية، لكن دون ارتباط فعلي بممارسة دينية منتظمة.

ويظهر هذا التحول بشكل أكبر في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء، الرباط، ومراكش، حيث تؤثر العولمة، التعليم العالي، والنقاشات حول الحريات الفردية على جيل جديد يتعامل مع الدين بهوية أكثر مرونة.

وأبرز التقرير أيضا أن منصات التواصل الاجتماعي والجاليات المغربية بالخارج تلعب دورًا مهمًا في فتح فضاءات للنقاش حول اللادينية والهوية الفردية.

تونس وليبيا

المغرب ليس وحده في هذا الاتجاه، فوفقًا لنفس التقرير، تعد تونس في طليعة الدول الإفريقية من حيث النسبة المعلنة لغير المتدينين، إذ يصف 34.9% من التونسيين أنفسهم بأنهم غير متدينين، مع نسبة ملحوظة من المعلنين عن الإلحاد بلغت 2.2%، وهي الأعلى في المنطقة، وفق نفس المصدر دائما.

ويعزى هذا التحول إلى خصوصية التجربة التونسية منذ الاستقلال مرورًا بثورة 2011، حيث لعبت الحريات العامة والنقاشات المجتمعية حول الهوية والديمقراطية دورًا أساسيًا في إعادة صياغة العلاقة بالدين.

أما في ليبيا، فرغم الطابع المحافظ والاضطرابات السياسية بعد 2011، فإن التقرير يشير إلى أن 23.3% من الليبيين يعرّفون أنفسهم كغير متدينين، مقابل نسبة شبه منعدمة من المعلنين عن الإلحاد.

ويرجع ذلك إلى حساسية السياق الاجتماعي والسياسي، ما يجعل "الهوية اللادينية" أكثر حضورًا في المجال الخاص أو في الفضاء الرقمي منها في الحياة العامة.

مصر والجزائر: حضور متفاوت

في مصر، وفق التقرير دائما، ورغم أن الإسلام هو دين الدولة وأن الأزهر يمثل مؤسسة مرجعية كبرى في العالم الإسلامي، فإن الأرقام تكشف أن 24.7% من المصريين يصنفون أنفسهم كـ"غير متدينين"، بينما لا تتجاوز نسبة المعلنين عن الإلحاد 0.1% فقط. هذه المفارقة تعكس حذرًا اجتماعيًا وقانونيًا، إذ قد يواجه المعلنون عن الإلحاد تضييقًا أو وصمًا اجتماعيًا، ما يدفع الكثيرين إلى الاكتفاء بالابتعاد عن الممارسة الدينية دون تبني صريح للهوية الإلحادية.

أما في الجزائر، فرغم غيابها عن قائمة العشر دول التي تناولها التقرير بالتفصيل، إلا أن مؤشرات بحثية أخرى تشير إلى بروز شريحة من الشباب الذين يفضلون توصيف أنفسهم كـ"غير متدينين" بفعل عوامل مرتبطة بالعولمة والتغيرات الاجتماعية والسياسية.

إفريقيا جنوب الصحراء: حضور محدود

خارج منطقة المغرب العربي، تظل نسب الإلحاد واللادينية أقل انتشارًا، لكنها آخذة في التوسع. في غانا، مثلًا، لا يتجاوز المعلنون عن الإلحاد 0.2%، غير أن وجود أصوات لادينية بات يثير الانتباه في مجتمع ذي حضور كنسي قوي.

وفي الكونغو الديمقراطية ونيجيريا، ورغم رسوخ الدين في الحياة اليومية والسياسية، فإن جيل الشباب خاصة في المدن الكبرى بدأ يظهر انفتاحًا على نقاشات الهوية واللادينية عبر المنصات الرقمية.