بعد افتتاح الشان.. ماذا كانت الجزائر تجهّز للمغرب؟

 بعد افتتاح الشان.. ماذا كانت الجزائر تجهّز للمغرب؟
آخر ساعة
الأحد 15 يناير 2023 - 21:55

لم يشهد تاريخ كرة القدم الحديثة توظيفا للسياسة كالذي حدث بافتتاح "الشان" بالجزائر، عبرَ خطاب لشخص لا يمثل أي جهة، سوى أنه "حفيد" لمقاوم راحل.

والسؤال الذي ينبغي أن يسأل فعلا في هذه الحالة:

هل كانت الجزائر ستقوم بما قامت به لو كان المغرب حضر للمسابقة؟

إن كان الجواب نعم (وهو غالبا كذلك)، فهذا يعني أن غياب المغرب كان حكيماً وعاقلا جدا، لأن مجرد الحضور إلى هذا البلد يبدو أنه أصبح محفوفا بالمخاطر بكل أنواعها، بعد أن أصبحت الجزائر تستغل كل مناسبة لتمرر خطابها السياسي الذي يبدو أنه انتهى من كل مآسيه وجعل شغله الشاغل هو "جاره" الغربي.

فماذا كان سيحدث لو فتح حفيد مانديلا فمه بتلك الترهات وأعضاء المنتخب المغربي حاضرون؟

الطبيعي هو أن لكل فعل رد فعل معاكس في الاتجاه وله نفس القوة. وبالتالي، كنا سنكون أمام شنآن جديد، سيحاول نظام العسكر استغلاله لصالحه ما أمكن، ولو أن التاريخ الحديث أثبت أنه يفشل في كل مرة وينقلب السحر على الساحر، ويخرج المغرب منتصرا وأكثر قوة.

ويكفي أن المحاولة البائسة الأخيرة أسفرت عن إعلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الأحد 15 يناير 2023، في بلاغ له، عن فتح تحقيق في الشعارات السياسية التي صاحبت حفل افتتاح كأس إفريقيا للاعبين المحليين "الشان 2023"، وتقييم ما إذا كان هناك مخالفة للوائحه ولوائح الاتحاد الدولي "فيفا" في تنظيم الملتقيات الدولية.

وأشار الاتحاد الإفريقي "كاف" إلى أن هذه الشعارات السياسية لا تمثله، ولا تعكس وجهات نظره كمنظمة محايدة سياسيا.

وتابع الاتحاد الإفريقي: "الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، مُلزم وواجب عليه، وفقا لقواعده، وقواعد الفيفا، عدم المشاركة أو الانخراط في السياسة، وأن يكون محايدا في الأمور ذات الطبيعة السياسية".

وبالتالي، ستجني الجزائر مرة أخرى نتائج تهوّرها، نتائج هوسها المرضي بالمغرب الذي حاول ما أمكن الركون إلى الحكمة والنضج ومدّ يده نحو المصالحة والتعاون، لكنّ نظام العسكر كاللئيم الذي أكرمته فتمرّد.. يرد كل هذه المحاولات، بل يرفض حتى محاولات الوساطة في حالة سياسية نادرة جدا عبر التاريخ، ولم يسبق رفضها حتى في الحروب !