شغب الملاعب.. معالم صورة جديدة ومخيفة بتطوان

 شغب الملاعب.. معالم صورة جديدة ومخيفة بتطوان
آخر ساعة
الأثنين 9 يناير 2023 - 15:06

عاد شغب الملاعب ليطلّ من جديد على مباريات البطولة الاحترافية، بالضبط بمدينة تطوان، في المباراة التي جمعت فريق المغرب التطواني بضيفه الوداد الرياضي.

المشكلة أن الشغب هذه المرة كان مختلفاً، وأكثر امتداداً في الزمان والطرق المستعملة فيه.

فقد بدأ قبل المباراة من خلال سرقات وأعمال تخريب، ثم تواصل داخل الملعب إلى درجة استدعت إيقاف المباراة، ثمّ – أخيرا – استمر بعد المباراة أيضا.

إن الفيديوهات والصور المنتشرة، تقول أن الأمر هذه المرة لم يكن فقط "شغب ملاعب"، بل هو إلى أعمال العصابات أقرب.. حيث تعرض أشخاص مسالمون ولا علاقة لهم بالتشجيع إلى الاعتداء والسرقة، دون أن يكون لنتيجة المباراة أية علاقة.

إننا أمام صورة جديدة مخيفة للشغب، وهي أن يتحول تنقل الجمهور نحو مدينة أخرى إلى استغلال للتجمعات وللكثرة من أجل ارتكاب هذه الأعمال المخالفة للقانون من طرف جانحين.

فوفق ولاية أمن تطوان، فإن العمليات الأمنية الاستباقية والنظامية التي جرت لتأمين المباراة، أسفرت عن توقيف 33 شخصا، من بينهم اثنين من القاصرين، وذلك قبل وأثناء وبعد المباراة، فيما أصيب 29 شخصا أغلبهم رجال أمن.

الموقوفون كان بحوزتهم أسلحة وأدوات حادة، وتم استعمالها في إلحاق خسائر مادية بممتلكات عامة وخاصة، فضلا عن التخدير وعدم الامتثال والرشق بالحجارة والعنف في حق عناصر القوات العمومية.

من المؤكد أن ظاهرة الشغب تنتقل إلى مرحلة أسوأ، ولا بد من مقاربة أمنية واجتماعية جديدة لتجنب الأسوأ في مباريات قادمة علما أن عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، كان قد أشار، في يونيو من سنة 2022، أن المصالح المختصة المكلفة بتتبع ملف شغب الملاعب، انطلقت في تنزيل رؤية جديدة ترمي إلى محاربة جميع الظواهر الشاذة التي تشهدها الملاعب الرياضية.

الوزير أكد حينها، في قبة البرلمان، أن اللجنة المركزية، المكلفة بتتبع الموضوع، انكبت  على دراسة مجموعة من التدابير الاستباقية الكفيلة بمنع وقوع مثل هذه الأحداث.

ورغم أن تلك التدابير كانت تشمل، إضافة إلى تأهيل البنيات التحتية للملاعب الرياضية وإشراك الأندية في التسيير الأمني للمقابلات وتحديث نظام التذاكر، "تأطير تنقلات مشجعي الفرق الزائرة بين العمالات والأقاليم خلال المقابلات"، إلا أن ما حدث الأحد أظهر أن الشغب لا زال يسبق هذه التدابير بخطوة، وأنه يبقى فعلا قنبلة موقوتة في مباريات البطولة.

أما الشغب بشكله الجديد، والذي يبدأ قبل المباراة ثم يستمر بعدها، فهو صورة جديدة يصعب جدا معرفة مسبباتها، وإن كان تؤكد وجود خللي مجتمعي وقصور أمني، والاثنان معا عندما يجتمعان يعطيان تلك النتيجة المؤسفة التي شاهدها الجميع بتطوان.