هما خبران متقاربان زمنيا عن المغرب والهند، أكدا أن العلاقات بين البلدين تزداد رسوخا، وأن هذه السنة ستشهد شراكات جديدة على أكثر من صعيد.
فوزير الصحة الهندي، المسؤول عن المنتجات الكيماوية، يعتزم التوجه إلى الرباط يومي 13 و14 يناير، للتوقيع على شراكات جديدة لتوريد الأسمدة، ومناقشة إمكانية صناعة فوسفات ثنائي الأمونيوم ( DAP) ومصانع إنتاج النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم (NPK) في المملكة.
زيارة تأتي في ظل توقف إمدادات فوسفات الأمونيوم الثنائي من الصين منذ بدء الصراع في أوكرانيا، وبالتالي ارتفاع أسعار الأسمدة والمواد الخام المستخدمة في تصنيعها مثل البوتاس، الذي تعد روسيا منتجا رئيسيا له.
كما أن شراء المغرب الأخير معدات عسكرية من الشركة المصنعة الهندية "تاتا" يؤكد على قوة الشراكة بين الرباط ونيودلهي والتي تعززت منذ بداية عهد الملك محمد السادس.
وترى تقارير إعلامية دولية أن المغرب، الحليف التاريخي والصديق لدول أوروبا الغربية مثل فرنسا وإسبانيا، "مصمم الآن على عدم وضع كل بيضه في سلة واحدة"، خصوصا بعد الشراكات الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية والثقافية مع العديد من البلدان مثل الولايات المتحدة وإسرائيل والصين والمملكة المتحدة وروسيا.
ويرى باحثون أن هذه المقاربة المغربية "تسمح للمملكة بألا تكون أسيراً لحلفائها التقليديين، وتُظهر بأنها بلد براغماتي ومنفتح على جميع الحساسيات طالما تتلاقى المصالح".
وتنقل مجلة "جون أفريك" عن باحث سياسي قوله أنه لا ينبغي اعتبار هذه الصفقة من المعدات العسكرية الهندية عملا منفردا، "بل هي جزء من إطار أكبر، وهو تعزيز العلاقة المتميزة بين الرباط ونيودلهي".
يذكر أن تدريبات مشتركة كانت قد أجرتها البحرية الهندية والبحرية الملكية المغربية في يوليوز الماضي قبالة الدار البيضاء بهدف ممارسة التنسيق بين البلدين.
وعموما، ووفق التقارير ذاتها، فإن التفاهم الجيد بين المغرب والهند ليس وليدَ اليوم، بل إن العلاقة بينهما شهدت منعطفا كبيرا في فبراير 2000، عندما سحبت الهند، عقب زيارة رئيس الوزراء المغربي في ذلك الوقت، عبد الرحمن اليوسفي، اعترافها بالبوليساريو.
هذا المنعطف لم يغب عن خطاب الملك محمد السادس في نيودلهي عام 2015، عندما قال: "نعرب عن تقديرنا للموقف البناء لجمهورية الهند بشأن قضية الصحراء المغربية، ودعمها لعملية الأمم المتحدة المكرسة لتسوية قضية الصحراء المغربية".
وتبقى هذه الرؤية المغربية للمحيط الدولي، المبنية على شراكة رابح-رابح، مؤشرا على تقدم واضح في تعزيز المزيد من الشراكات البناءة في عالم مضطرب.