"النية" تنهي سنة 2022.. و"باه لاباس عليه" تبدأ سنة 2023

 "النية" تنهي سنة 2022.. و"باه لاباس عليه" تبدأ سنة 2023
آخر ساعة
الثلاثاء 3 يناير 2023 - 15:05

قد يبدو المطلب سورياليا في ظل الظروف الحالية، لكن ما قاله عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، لا يشفع له، فعلاً وقولاً، إلا الاعتذار ثم الاستقالة.

لا زالت زلات الألسن توقع وزراء حكومة أخنوش، والحكومات قبلها، توقع الوزراء في شرّ أعمالهم ونواياهم، وتظهر ما يبطنون في حق المواطن.

الذين شاهدوا فيديو وهبي يعرفون جيدا مغزى الحديث. فالرجل كان في محل دفاعٍ عن نتائج مباراة المحاماة، وكان يتباهى بإحدى "الدول المتقدمة ذات المستوى العالي" التي لا تسمح بالولوج إلى كلية الحقوق إلا لذوي المعدلات العالية والحاصلين على الإجازة.

ثمّ عرج وهبي على الحديث عن ابنه الذي درس 4 سنوات في مونتريال، قبل أن يفاجأ بسؤال إحدى الصحافيات الحاضرات عن مزيد من التفاصيل.

وهنا يأتي مربط الفرس، فإجابة السؤال وطريقة الإلقاء كانت تعني، ضمنيا، أنك تسألون عن شيء مختلف، ومواطن مختلف.

العدل الذي يمثل الوزير وزارته تراجع قليلا إلى الوراء مفسحا المجال لعبد اللطيف وهبي، الذي رفع هامته ونظر إلى الصحافية من الأعلى وقال جملته الشهيرة "ولدي عندو 2 إجازات من مونتريال، باه لاباس عليه وقراه ف الخارج".

النبرة المتعالية التي تحدث بها لا تخفى على أحد، والمقارنات التي عقدها الوزير بين المغرب والدول الأخرى مخجلة جدا، لأنها تعني ببساطة أننا "كانقضيو باش ما كان".

والأخطر أن العدل ازداد تراجعا عندما قارن وهبي، ضمنياً مرة أخرى، بين من لديهم آباء مترفون، ومن لديهم آباء من "أبناء الشعب".

فماذا عمن ليس لديه أب غني يرسله للدراسة إلى الخارج؟ أليس ظلما في حقه ألا تتساوى الفرص أمام الجميع؟ أليس من "غير العدل" أن يحصل ذاك على فرصة وهذا لا؟

المفارقة العجيبة جدا، أن سنة 2022 انتهت بإنجاز حقيقي رفع اسم المغرب فعلا في أقاصي الأرض، بينما ظل صاحب الإنجاز الناخب وليد الركراكي يردد في كل حوار أو سؤال أنه "مادار والو"، محاولا أن ينسب الفضل دائما للآخرين.

وعلى نفس المنوال، لم نرَ فوزي لقجع، رئيس الجامعة يتباهى أو يرفع رأسه فوق رؤوس الجميع، حتى أنه لم يحاول تبرير ما حدث في ما عرف بفضيحة التذاكر، واصفا مرتكبيها بالبؤساء وبأنهم سيأخذون جزاءهم.

ونحن نفتح بابَ 2023 ونقول "باسم الله" محاولين أننا "نديرو النية" يخرج وزير العدل بتصريح متهور جدا يملأ قلوب المواطنين بالغل والحقد، ولا لومَ عليهم إن فعلوا.

من المؤكد أن التواصل سيبقى مشكلة حقيقية في حكومة أخنوش، وأن التعديل الحكومي في بعض القطاعات سيكون فعلا رحمة بالمواطن وحتى الوزراء أنفسهم.. ولعل ذلك يكون قريبا.