هل تعوض الإنجليزية الفرنسية في المغرب؟

 هل تعوض الإنجليزية الفرنسية في المغرب؟
آخر ساعة
الخميس 21 سبتمبر 2023 - 20:10

تفرض اللغة الإنجليزية، باعتبارها نافذة مفتوحة على العالم، نفسها بشكل متزايد في عدة مجالات علمية وتكنولوجية على الصعيد الوطني، كما هو الشأن بالنسبة للنظام التعليمي.

يرى موحى الناجي، الأستاذ الباحث بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس أن اهتمام المغاربة وشغفهم باللغة الإنجليزية يعود إلى اقتناع راسخ بأنها ستتيح لهم تعليما أفضل وستوفر لهم فرصا للعمل.

وأضاف المتحدث في حوار صحافي مع وكالة المغرب العربي للأنباء أن العديد من هؤلاء يرغبون في إتمام دراساتهم العليا بالولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة، "لأن الفرص الاقتصادية التي تتيحها اللغة الإنجليزية تشد انتباههم، على اعتبار أن الإنجليزية هي لغة القطاعات الحيوية، والعلوم، والأعمال، والأنترنيت، ووسائل الواصل الاجتماعي، والتكنولوجيا المتقدمة..إلخ".

وأبرز الناجي أن اهتمام الجهات المشغلة بالمغرب أصبح اليوم ينصب، بشكل متزايد، على طالبي الشغل الذين يتقنون عدة لغات حية، منها الإنجليزية ولا شك.

وحول توجه المغرب إلى اعتماد نظام تعليمي أنجلوساكسوني، قال الباحث إن إحداث مسلك دولي للبكالوريا المغربية، خيار إنجليزية، وارتفاع عدد المؤسسات التي تعتمد اللغة الإنجليزية بالمدن الكبرى "يؤكد الاهتمام المتزايد الذي أضحت تحظى به اللغة الإنجليزية".

وتفاعلا مع الطلب المتزايد على اللغة الإنجليزية، يضيف الناجي، "رأت عدة معاهد خاصة وفروع إنجليزية النور، لاسيما بمدن الدار البيضاء والرباط وفاس وطنجة. كما أن اللغة الإنجليزية حاضرة أيضا بالتعليم العمومي، سواء بالثانويات الإعدادية أو التأهيلية، أو بالجامعات، وهناك مجموعة من مؤسسات التعليم الخصوصي ت درس هذه اللغة لتلاميذ السلك الابتدائي".

كما أورد المتحدث أنه، منذ ثماني سنوات، أطلقت الحكومة مسلك البكالوريا الدولية، خيار إنجليزية، الذي تدرس فيه المواد العلمية باللغة الإنجليزية في تسع ثانويات تأهيلية، ضمنها ست ثانويات عمومية، "ما يؤكد وجود منافسة لغوية بين الفرنسية اللغة التاريخية الثانية للبلاد، لتكوين النخب الجديدة".

ويعتقد الناجي في معرض جوابه أن النظام التربوي المغربي سينحو مستقبلا بشكل أكبر نحو اللغة الإنجليزية، حيث أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، مؤخرا، عن تعميم تعليم لغة شيكسبير ابتداء من السنة الأولى بالسلك الإعدادي.

وحول الآفاق التي تفتحها اللغة الإنجليزية أمام الطلبة المغاربة، أكد الباحث المغربي أن المغرب شهد بروز نخبة جديدة أنجلوفونية، تلقت تكوينها بكبريات المدارس والمعاهد الأمريكية والكندية والبريطانية.

هذه النخبة، وفق الناجي، تدافع عن فكرة تعزيز استعمال اللغة الإنجليزية بالأوساط الجامعية وبالقطاع الخاص، وتشجع على تعزيز وتقوية الروابط السياسية والتجارية مع العالم الناطق بالإنجليزية.

من جهتها، يواصل المتحدث، توفر عدة جامعات عمومية وأخرى عمومية – خاصة كجامعة الأخوين بإفران، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية برامج تكوينية باللغة الإنجليزية، فيما أطلقت جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء مسلكا في الاقتصاد (باكالوريوس) باللغة الإنجليزية، بينما قامت جامعة محمد السادس لعلوم الصحة بإحداث تخصص لدراسة شعبة الطب باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى وجود شعبة اللغة الإنجليزية بجميع كليات الآداب بالمملكة.

وخلص الناجي إلى أن التعليم العالي يشهد، اليوم، تغييرات ملحوظة من أجل تلبية حاجيات الصناعات الواعدة وتعزيز موقع المغرب كبوابة تربط القارتين الأوروبية والإفريقية، "وبالرغم من ذلك ، فإن لغة شيكسبير لن تحل محل لغة موليير قريبا. سيتطلب ذلك تغييرا جذريا لنظامنا التعليمي وسيستغرق الأمر عقودا من الزمن، لأن الفرنسية ، كلغة وثقافة وأدب ، متجذرة بقوة في مجتمعنا".

كما يتعين أخذ العوامل الاقتصادية والسياسية بعين الاعتبار، بالنظر إلى العلاقات السياسية والاقتصادية المتميزة التي تجمع بين المغرب وفرنسا من جهة، وبين المغرب وباقي البلدان الفرنكوفونية، من جهة أخرى.