التجنيد في المغرب.. تجربة إنسانية وعسكرية ترسخ روح المسؤولية لدى الشباب

 التجنيد في المغرب.. تجربة إنسانية وعسكرية ترسخ روح المسؤولية لدى الشباب
آخر ساعة
الثلاثاء 27 ديسمبر 2022 - 11:12

تعتبر الخدمة العسكرية تجربة مفيدة في مسار الشباب عموما، وقيمة مضافة تتيح للمجند وتمنحه مجموعة من الدروس والتجارب الهامة التي تساهم في إغناء حياته الخاصة والمهنية.

ولقد ارتأت المملكة المغربية قبل سنوات أن تعود لتفعيل الخدمة العسكرية، كتجربة إنسانية وعسكرية، تساهم في ترسيخ روح المسؤولية والمواطنة الحقة لدى الشباب والشابات، في ظل الرغبة الملكية الراسخة لإدماج جميع المغاربة في الدفاع عن وطنهم الأم وعن وحدته الترابية، وكذا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة.

وقد شهدت تأدية هذا الواجب الوطني إقبالا كثيفا ومتزايدا من لدن الشباب في ظل الوعي الكبير بأهميتها، وما توفرها من تكوين تقني ومهني يساهم في تيسير الولوج إلى سوق الشغل.

ولم تكن هذه السنة لتشكل استثناءً، بعد سنوات الجائحة، حيث أفاد وزير الداخلية الشبابَ الذين سيبلغون من العمر ما بين 19 و25 سنة في فاتح يونيو 2023، أن عملية الإحصاء المتعلق بالخدمة العسكرية ستنطلق يوم الأربعاء 28 دجنبر 2022 وستنتهي يوم 25 فبراير 2023.

ودعا الوزير الشبابَ الذين سيتوصلون من السلطات الإدارية المحلية بإشعار الإحصاء الخاص بهم، سواء بكيفية شخصية أو عن طريق أحد أفراد أسرهم، إلى ملء استمارة الإحصاء، عبر الموقع الإلكتروني www.tajnid.ma وذلك ابتداء من تاريخ انطلاق عملية الإحصاء يوم الأربعاء 28 دجنبر الجاري.

وما يجعل هذه التجربة مهمة جدا أن المجند سيتلقى، وعلى مدى 12 شهرا، تكوينا أساسيا عاما وتكوينا عسكريا، خلال الأشهر الأربعة الأولى، فيما يستفيد، خلال الأشهر الثمانية الموالية، من تكوين متخصص لتطوير كفاءاته المهنية.

وعليه، يتلقى المجند خلال فترة الخدمة العسكرية تربية بدنية للحفاظ على اللياقة البدنية والجاهزية، مما يساعده على تطوير المهارات والتربية على التحمل والصبر والثقة في النفس، إضافة إلى تأهيل عسكري يساعد على ترسيخ روح الانضباط وتحمل المسؤولية والاعتماد على الذات من خلال التدريبات العسكرية والرياضية والأنشطة التي تساعد على التحمل والتحدي، إضافة إلى دروس في الثقافة العسكرية المبنية على التحلي بالانضباط والشجاعة وتقوية روح الالتزام بالمسؤولية.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث تتوج التدريبات التي توفرها هذه الخدمة، إلى جانب التكوين المهني المتميز ومتعدد الاختصاصات المتوفرة لدى وحدات القوات المسلحة الملكية، مسار المجند بشهادات مهنية تفتح آفاقا مهنية واعدة في مختلف المجالات، وتمكنه من اكتساب خبرات جديدة.

ما يعني أننا نكون أمام شباب استفاد من تربية بدنية، ومهنية، وأخلاقية أيضا، تساعده حقا على خدمة مجتمعه ووطنه.

إلى ذلك، يستفيد المجندون من عدة امتيازات أخرى، أهمها أجرة شهرية غير خاضعة لأي ضريبة أو اقتطاع، تتراوح بين 1050 درهما بالنسبة للجندي و1500 درهما لضابط الصف و2100 درهم للضابط، والتعويض الخاص بالأعباء المحدد مبلغه الجزافي في 300 درهم بالنسبة للمجندين في المنطقة الجنوبية، كما يستفيدون من العلاج في المؤسسات الاستشفائية العسكرية والمساعدة الطبية والاجتماعية، والتغطية الصحية والتأمين عن الوفاة وعن العجز مع تحمل الدولة لمبالغ الاشتراك أو المساهمات المستحقة عليها وعلى المجندين، فضلا عن معاش الزمانة عند الإصابة بمرض أو استفحال المرض بفعل الخدمة العسكرية.

ويرتب المجندون في رتبة عسكرية مماثلة للرتب العسكرية، وفقا للنظام التسلسلي الجاري به العمل في القوات المسلحة الملكية: ضابط، وضابط صف، وجندي، وذلك بحسب الشهادة التعليمية.

كما يحتفظ الموظف في وضعية الجندية بالأجرة التي يتقاضاها عن وظيفته، وحق العودة إلى إدارته الأصلية بعد نهاية الخدمة العسكرية. كما يستفيد المجندون من الحق في المشاركة في المباريات التي يعلن عنها خلال مدة الخدمة العسكرية.