لكل جواد كبوة. ولا بد للانتصار من جوانب مظلمة تظهر أحياناً أثناء خوض المعركة نفسها، وأحيانا بعد ذلك.
وقد أظهرت عناصر المنتخب الوطني المغربي أنها نموذج حقيقي لما يمكن أن يكون عليه شباب المغرب من أخلاق، وتشبث بالهوية، وبـ"تامغرابيت".
لكن، لا أحد يأمن المنزلقات، وأغلب اللاعبين لا زالوا شبابا، والكثير منهم يحتاجون توجيها وضبطاً أيضا.
وقد رأى الجميع كيف تم تداول خبر يبدو عاديا للاعب شاب، قبل إنه تعرض لحادثة رفقة رفيقيه، وكيف أن الخبر لم يبدُ "عاديا" للمتلقي، لأن الأمر الآن لم يعد يتعلق بشخص.. بل بوطن.
لاعبو المنتخب الآن، خصوصا بعد توسيمهم، لم يعودوا ملك أنفسهم، بل أصبحوا ملك وطن بكامله، وكل ما يصدر عنهم، حسنا كان أم سيئا، سيحسب على البلد.
إنهم سفراء فوق العادة في الحقيقية، ولم يعد بإمكانهم أن يتصرفوا كما يريدون لأنهم، حتى في أحوالهم العادية، يحملون ألوانا خضراء وحمراء.. يحملون راية.. يحملون وطنا.
يحتاج الكثير من اللاعبين إلى التوجيه، إلى المتابعة، بل إلى فرض بعض الشروط عليهم إن كانوا يريدون الاستمرار في تمثيل الوطن.
لم تعد كرة القدم لعبة أبدا. بل صارت صورةً حقيقية للبلدان. ومثلما أشاد الجميع بصور اللاعبين وأمهاتهم، في لفتة تاريخية ستبقى فعلا في ذاكرة المغاربة، وذاكرة العالم أيضا.. فإن أي تصرف سيء، بالمقابل، سيكون له نفس الأثر.. وأحيانا أكبر.
فالناس يميلون لتداول أخبار النجاح والانتصارات، لكن منهم كثيرون يحبون لحظات السقوط، والثرثرات حول فلان وعلان.. وعندما تنتشر هذه الأخبار، في زمن السوشيال ميديا، فلن تجد لها من كوابح.
لهذا، فإن الحفاظ على صورة المغربي التي رسمها اللاعبون في مونديال قطر تتطلب الكثير من الرزانة والاتزان من طرف اللاعبين، والمتابعة والتوجيه من طرف المؤطرين والمدربين والمسؤولين.
فالطريق لا زال طويلا، وأي حركة غير مرغوبة قد تسبب في اهتزاز الصورة الجميلة التي رسمها الآخرون لنا.. فدعنا نحافظ على الصورة صافية جميلة كما رسمناها نحن.