خدمة للباحثين والطلبة.. أكاديمية المملكة تصدر مجلة محكمة في العلوم الإنسانية والاجتماعية

 خدمة للباحثين والطلبة.. أكاديمية المملكة تصدر مجلة محكمة في العلوم الإنسانية والاجتماعية
عبد الواحد استيتو
السبت 24 ديسمبر 2022 - 17:27

في إطار رؤيتها الرامية إلى الارتقاء بالقدرات المعرفية والمنهجية لبحوث الطلبة الباحثين بالجامعات المغربية، بهدف تمكينهم من إنتاجٍ منتَجٍ معرفيٍّ يستجيب لمستجدات البحث العلمي و المناهج المعتمدة على المستوى الدولي، أصدرت أكاديمية المملكة المغربية "مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية" المحكمة.

ولهذا الغرض، ولتقديم العدد الأول، نظمت أكاديمية المملكة، يوم السبت 24 دجنبر بمقرّها، ندوةً قدّمتْ لهذا المشروع الفكري الذي يروم تشجيعَ انفتاح الطلبة على ثقافات وحضارات تعزز لديهم قيم التعايش والتعاون وتعميق ثقافة الحوار، وتعزيز الانتماء الحضاري والهوياتي بمكوناته وروافده، وكذلك بناء عقول متحررة من التقليد، فضلا عن تأهيلهم للانخراط في مجتمع المعرفة إلى جانب كشف المواهب الإبداعية في قدراتهم.

محمد الكتاني، أمين السر الدائم المساعد للأكاديمية، اعتبر في كلمة افتتاحية، تلاها نيابة عن أمين السر الدائم عبد الجليل لحجمري، أن إصدار المجلة إنجازاً له أبعاده العلمية في تحقيق انطلاقة تجعل من الأكاديمية قاطرة للبحث العلمي، وذلك استرشادا بالتوجيهات الملكية، التي شددت على ضرورة وضع قضايا الشبابا في صلب النموذج التنموي وكذا وعيا بما للبحث العلمي من أهمية في بناء قدرات الرأسمال المعنوي للشباب والقدرات المعرفية والمنهجية للطلبة الباحثين بالجامعات.

إصدارُ المجلة، وفق الكتاني، هو أيضاً مبادرة علمية تندرج ضمن المشروع الاستراتيجي الذي تتوخى منه الأكاديمية تأهيل القدرات العلمية للشباب في التزام بهويات ومكونات المملكة مع الانفتاح على مستجدات التطور.

وأضاف المتحدث أنه، للنهوض بهذا المشروع الطموح، قامت الأكاديمية ببناءِ جسورٍ للتواصل الإداري والمعرفي في مراكز البحث بالجامعات المغربية، كما وضعت ووعت آلبات للتقييم الموضوعي بمعاايير دقيقية للنشر.

وأبرز محمد الساوري، رئيس هيئة تحرير المجلة، أن هذه الأخيرة هي ثمرة مجهود جماعي "تفاعلت فيه الأفكار المبدعة والرضينة، لتعزيز العلوم الانسانية والاجتماعية، إيمانا منها بالدور الفعال في استيعاب دينامية الإنسان في المجتمع".

وأوضح الساوري أن المجلة صدرت في سياق اتسم بالاهتمام الذي أولاه النظام الجديد لأكاديمية المملكة للرأسمال البشري باعتباره ضمانا للمستقبل وتنمية للبحث العلمي، مع رغبة أكيدة في الانفتاح على الطلبة الشباب وتكوين الأجيال المقبلة، "من خلال إشراكهم في أنشطة الأكاديمية لتعزيز انفتاحهم على القضايا الإنسانية،  وتعميق معارفهم إضافة إلى توفير فرصة الاحتكاك بعملاء مرموقين في تخصصات متعددة".

المتحدث كشف أيضا أنه تم اعتماد آليات تنظمية وأكاديمية فيما يخص النشر بالمجلة، فعلى الصعيد التنظيمي تم إحداث لجنة للتنسيق تتولى التواصل بين الأكاديمية والطلبة الباحثين، و3 هيئات للمتابعة العلمية والتققيم وهي: الهيئة العلمية، هيئة التحرير وهيئة القراءة.

ولضبط الإجراءات العملية، يضيف الساوري، تم اعتماد وثيقتين مرجعيتين لتقييم البحوث: الأولى خصت معايير النشر والثانية جذاذة التقييم.

حذيفة أمزيان، عن جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، قال إن المجلة تستهدف عموم الطلبة والباحثين، لكنها أيضا تستهدف الفاعلين السياسين والمجتمعيين، باعتمادها على معاييرَ دقيقة، موردا أن دورية صدورها ستكون نصف سنوية، بشكليْها الإلكتروني والورقي، وباللغات الخمس: العربية، والفرنسية، والإنجليزية، والإسبانية، والأمازيغية.

وأضاف أن العدد الأول ضمّ باقة فكرية متنوعة في مجالات الآداب واللغات والفنون والعلوم الانسانسة والاقتصادية والقانونية، كما شهدَ ترحيبا واسعا من الطلبة، حيث تلقت هيئة التحرير 342 بحثا، 104 منها في الآداب والفنون، و145 في العلوم الانسانية و93 في العلوم الاجتماعية والاقتصادية والقانونية.

وأورد المتحدث أنه تمّ قبول 24 بحثاً فقط توزعت على الشكل التالي: الآداب والفنون: 9، العلوم الإنسانية: 6، العلوم الاقتصادية: 5، إضافة إلى 4 بحوث لأساتذة متخصصين تم نشرها بهدف الاقتداء بالجوانب العلمية والمنهجية بها.

من جانبه، قدم أحمد بلقاضي، عن جامعة ابن زهر بأكادير، نظرة عامة عن الأعمال المنشورة، خاصة في حقل العلوم الإنسانية، موردا أن ثلاثة أرباع المقالات تناولت حقول اللغات والفنون والآداب والعلوم الإنسانية.

وفي هذا الصدد، همت 9 مقالات العلوم الإنسانية، مقسمة على مجالات الجغرافيا (4)، والتاريخ (2)، وعلوم التربية (2)، وأخيرا موضوع واحد في علم الاجتماع.

وأكد بلقاضي أن مقالات الباحثين اعتمدت مقاربة العيّنة والأعمال الميدانية، منتهيةً بفرضياتٍ حاول أصحاب المقالات الإجابة عنها، لافتا إلى أن هناك ميلاً ملحوظا من الباحثين إلى الانفتاح على التكنولوجيا في إعداد الأطاريح.

واعتبر بلقاضي أن المواضيع المنشورة صبّتْ في صميم مستجدات البحث العلمي في العلوم الإنسانية خصوصا، وكلها ذات ارتباط بقضايا التنمية المغرب.