حكاية "أسود الأطلس" في قطر.. مجرد طفرة أم لحظة تغييرٍ لمستقبل وطن؟

 حكاية "أسود الأطلس" في قطر.. مجرد طفرة أم لحظة تغييرٍ لمستقبل وطن؟
آخر ساعة
الأثنين 19 ديسمبر 2022 - 15:23

بوصول المنتخب المغربي إلى نصف نهائي مونديال قطر، يكون قد حقق إنجازا تاريخيا، لم يسبق له مثيل، وفي الغالب سيكون من الصعب جدا أن يتكرر... من الصعب وليس من المستحيل.

رفع المغاربة سقف توقعاتهم كثيراً مباراةً بعد مباراة، لدرجة أن الهزيمة أمام فرنسا خلفت إحباطا كبيرا في نفوس الكثيرين.

ولو أنك قلتَ لأي مغربي، قبل بداية المونديال أن المنتخب سيصل إلى دور الربع فقط، لانفجر ضاحكاً، ساخراً من أحلام اليقظة هذه.

إنجاز أسود الأطلس ستتضح قيمته أكثر مع مرور الأيام، ومذاقه في الألسن لن يظهرَ سوى بعد أن يبتلع الناس الهزيمة أمام فرنسا وأمام كرواتيا، وهي الهزيمة الطبيعة جدا جدا، أمام أقوى  فرق العالم.

لقد تميز هذا الإنجاز بالكثير من الرسائل والعبر، بعضها واضح جليّ، وبعضها جرى على الهامش، لكن دون أن تغفله الأعين المُمحّصة ولا شك.

وبغض النظر عن كل ما جرى، بما له وما عليه، يبقى السؤال الأهم فعلاً هو: كيف يمكن أن تستثمر الرياضة المغربية بشكل خاص هذا الإنجاز وتسير على منواله؟ ولم لا باقي المجالات أيضا.

ما هو مؤكد أن "الخلطة السرية" التي اتبعها الناخب الركراكي تمثلت في ثالوث: حب الوطن، التضحية والقتالية، التلاحم والعائلة.

وعليه، فإن هذه الخلطة هي الوحيدة الكفيلة بأن تطبق في كل المجالات على الصعيد الوطني، لكي يشعَّ اسم المغرب أكثر، وينال نصيبه من الإكبار والاحترام.

حب الوطن ليس كلاماً، بل تطبيقاً، وتنازلا عن الكثير من الأمور من أجل هدف واحد يجمع الكلّ ويوحدهم، فيتم إقبار الأنانية ومنطق "دبر على راسك".

التضحية والقتالية لا تكون في الملعب فقط، بل تكون في كل المجالات، عندما يحمل المرء في قلبه هدفاً أكبر من تحقيق المصلحة الشخصية، ويضع نصب عينيه المصلحة العامة، وارتقاء الجميع.

التلاحم والعائلة، هذا درس يفترض ألا يحتاج المغاربة من يذكرهم به، لكن يبدو أن زمن السرعة والمصلحة قد أنسى الكثيرين في هذه القيم، حتى أن صور اللاعبين مع أمهاتهم أحيت فيهم مشاعرَ قتلتْها السنون والأيام من شدة الصراع على حياة أفضل.

كي نضمن الاستمرارية إذن، ينبغي أن نحافظ على هذه المبادئ التي علمنا إياها – أو ذكرنا بها – طاقم المنتخب الوطني، ونزيدَ عليها أيضا الكثير والكثير من الانضباط والمثابرة والصبر، وحبّ وطنٍ يجمعنا اسمه المغرب.