كيف يستفيد المغرب مما حققه أسود الأطلس في مونديال قطر؟

 كيف يستفيد المغرب مما حققه أسود الأطلس في مونديال قطر؟
آخر ساعة
الخميس 15 ديسمبر 2022 - 23:52

لم يعد الأمر يتعلق بجلدة منفوخة، أو بلعبة هدفها التسلية والمنافسة، كما يعلم الجميع. فكأس العالم، ولعبة كرة القدم عموما، صارت محفلاً اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا بل وسياسيا أيضا.

لهذا، فإن التفوق في المونديال تجاوزَ تسجيل الأهداف والمرور من دورٍ إلى آخر، إلى ما هو أكبر من ذلك.. إلى تحقيق منافع اقتصادية (منها الأرباح المباشرة التي تمنحها فيفا)، وأخرى في شتى المجالات.

وبوصول المغرب إلى نصف النهاية، يكون قد أعطى انطلاقة لتألق المغرب كبلد على أكثر من صعيد، كان أوله انتشار اسم "المغرب" في حد ذاته، حيث أظهرت بيانات غوغل أن البحث عن كلمة "Morocco" ارتفع بشكل  هائل منذ أواخر نونبر.

والبحث عن الاسم يعني بالضرورة تأثيرا مباشرا على المجال السياحي، وفي هذا الصدد، بادر المكتب الوطني المغربي للسياحة، يوم الجمعة 9 دجنبر، إلى بث إطلاق حملة تواصلية على شبكات التواصل الاجتماعي، لتهنئة المشجعين بالمغرب وعبر العالم والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على ما قاموا به من أجل إشعاع المغرب على الصعيد العالمي.

ووفق بلاغ للمكتب، فإن الصورة المنجزة، دون سابق تحضير، تعبر عن مدى انسجام إنجاز المنتخب الوطني مع الحملة الترويجية الشهيرة "أرض الأنوار"، "كما تمرر معها رسالة واضحة وموحدة لشكر كل من ساهم، اليوم على جعل هذه اللحظة، لحظة رائعة رفعت إسم المغرب عاليا عبر شبكات التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية بمختلف ربوع العالم".

وعلى الصعيد الاقتصادي، سيدرّ لاعبو البطولة على أنديتهم مبالغ دسمة بعد تألقهم في المونديال، وبعد أن أبدت مجموعة من الأندية اهتمامها بهم.

كما ستصبح عبارة "لاعب مغربي" ذا قيمة في سوق الانتقالات الإقليمية والعالمية.

أما على الصعيد الثقافي، فأكيد أن الاهتمام بكل ما هو علاقة بالثقافة المغربية قد ارتفع بشكل كبير، وصارت المشاهد التي رسخ لها الأسود، عقب كل انتصار، "ترينداً" عالميا، بل إن اللحمة التي أظهروها والعنفوان والإصرار على الفوز أصبحت مثالا يحتذى لدى دول متقدمة كان من نصيبها الإقصاء.

على الصعيد السياسي، وبإطلالة سريعة على الجارة الشمالية، سيتضح حجم الاهتمام بما قدمه المنتخب في مختلف وسائل الإعلام لديهم.

وكرة القدم في إسبانيا تختلف عنها في باقي الدول، إنها الاهتمام الأول هناك، ولا ينافسها أي قطاع أو مجال آخر، وعندما يحترمك الإسبان كرويا، فإن ذلك سينعكس بالتأكيد على باقي المجالات، وهو ما يمكن أن يستثمر كثيرا على الصعيد السياسي وكل ما يتعلق بالديبلوماسية الموازية.

لقد حقق التفوق المغربي في مونديال قطر ما عجزت عنه عدة جهات على أكثر من صعيد، ولمدة عقود، وسيكون من المحبط ألا يتم استثماره على الوجه الأمثل.