قال المستشار والخبير في الطاقات المتجددة والانتقال الطاقي وليد شاحتي، إن البرنامج الاستثماري الأخضر الجديد للمكتب الشريف للفوسفاط (2023-2027) سيدعم بروز منظومة صناعية وطنية مبتكرة.
وأضاف شاحتي، في تصريح صحافي، أن هذا البرنامج الاستثماري "سيدعم بروز منظومة صناعية وطنية مبتكرة، من خلال برامج الدعم لفائدة المقاولات الصناعية الصغيرة والمتوسطة، وتلك العاملة في قطاعي الطاقة والفلاحة، وعبر إحداث 25 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وضمان انتقال طاقي سريع".
كما أبرز أن هذا البرنامج، الذي سيعزز إزالة الكربون من النسيج الصناعي المغربي، "يأتي لتكريس مكانة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، التي تعد في طليعة المقاولات المغربية من حيث التنمية المستدامة وريادتها في سوق الأسمدة الدولية"، موردا أن طاقة المجموعة الإنتاجية من الأسمدة تضاعفت 3 مرات، "وهو ما يضعها اليوم في موقع المنتجين والمصدرين العالميين الأوائل للأسمدة الفوسفاطية، مع تطوير خبرة في التكنولوجيات المبتكرة للتخصيب بغية الاستجابة لتحديات الفلاحة المستدامة والأمن الغذائي".
وكشف أن البرنامج الاستثماري الأخضر الجديد للمجموعة يندرج في هذا السياق، وسيساهم بشكل كبير في طموح المغرب للانتقال من اعتماد طاقي يقدر اليوم بحوالي 88 في المئة إلى 35 في المئة في سنة 2040 وأقل من 17 في المئة في 2050، مشددا على الطبيعة الاستراتيجية لآلية التمويل الأخضر هذه، التي رصد لها غلاف مالي كبير بقيمة 130 مليار درهم، والتي ستسمح، علاوة على زيادة الطاقة الإنتاجية للأسمدة وتوسيع القدرات المنجمية، بتجسيد التزام المكتب الشريف للفوسفاط ببلوغ الحياد الكربوني قبل عام 2040، عبر الرهان على مصادر الطاقة المتجددة، وكذا على التقدم الذي أحرزته المملكة في هذا المجال.
وفي هذا السياق، اعتبر الخبير أن العوامل البيئية توشك على تنميط المنظومة الاستثمارية خلال السنوات المقبلة، مشيدا بمكانة المغرب كأكبر مصدر للفوسفاط في العالم بـ3000 ساعة مشمسة سنويا وإشعاع متوسط يفوق 5 كيلو واط ساعة/متر مربع، مضيفا "بوسع المملكة أن تساهم بشكل نشيط في التحول الطاقي، كما أن قربها من القارة الأوروبية يجعلها شريكا استراتيجيا رائدا ويسمح لها بالاضطلاع بدور أساسي في تزويد أوروبا بالطاقة الخضراء، وبالتالي إعادة رسم التوازنات الجيو-سياسية لمنطقتنا".
وأوضح الخبير أن انخفاض سعر الكيلو واط/ساعة المتجدد، وكذا وفرة المواقع المغربية التي تجمع بين أشعة الشمس القوية وسرعات الرياح العالية، يتيحان فرصة حقيقية لإنتاج الهيدروجين ومشتقاته بدون ثاني أكسيد الكربون على غرار الأمونياك الأخضر، خاصة وأن المكتب الشريف للفوسفاط يعتبر المستورد الأول للأمونياك في العالم، مؤكدا أنه "يمكن للمغرب أن يعتمد على البنيات التحتية المينائية المتصلة جيدا بالمحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط لإنشاء منصة لوجستية لتصدير الهيدروجين الأخضر ومنتجاته، وبالتالي التحرر من وارداته من الأمونياك".