انتبهي أيتها الصحافة الإسبانية.. إنها مجرد مباراة أخرى!

 انتبهي أيتها الصحافة الإسبانية.. إنها مجرد مباراة أخرى!
آخر ساعة
الثلاثاء 6 ديسمبر 2022 - 9:40

تحاول بعض الصحف الإسبانية "الراديكالية"، الميّالة إلى معاداة كل ما هو مغربي، إلى صبّ الزيت على نارٍ غير موجودة أصلا، من خلال عناوين تهدف إلى استفزاز مغاربة إسبانيا.

فمن مقال يصف المنتخب المغربي بمنتخب "الأمم المتحدة"، باعتبار أن عددا من لاعبيه ولدوا في بلدان مختلفة، إلى مقال آخر، بعنوان عريض دائما، يتحدث عن دعوات فصائل التشجيع "الأولتراس" إلى "الدفاع عن مدريد" !

تحاول هذه الصحف، بينها "إل إسبانيول" و"لافانغوارديا"، أن تحوّل مباراة كرة قدم عادية في كأس العالم إلى حرب، من خلال شحن الأجواء، مدركةً أن هناك الكثير من المراهقين والطائشين، من الجانبين، الذين سيستجيبون لهذه الاستفزازات، وبالتالي ستحصل على هدية كأس العالم على شكل عناوين مثل: أرأيتم أي خطر يشكل المهاجرون؟

تستمد هذه الصحافة أغلب تحاليلها مما حدث في بروكسيل بعد نهاية مباراة بلجيكا. لكن ممارسة الصحافة، في مثل هذه الحالات، لا يمكن أن تكون "عن بعد". والمهنية والإنصاف تقتضي أن تتحرك إلى المدينة لتدرك ما حدث وكيف حدث، ومن كان وراءه.

لكن، بعض النظر عن كل هذا، فإن شغب كرة القدم وارد في أي مكان، في إنجلترا، في برشلونة، في المغرب.. إنه ضريبة الرياضة الأكثر شعبية في العالم.

بالمقابل، لا يمكن أن تعمم رعونة مجموعة من الأشخاص على شريحة مجتمعية بكاملها.

خلال سنة ونيف تقريبا، تعرض مغربيان للقتل في إسبانيا لأسباب عنصرية واضحة، لكن لم يقفز أي مغربي إلى الواجهة ليقول أن "كل الإسبان" عنصريون. إنها حادثة منفردة لا أقل ولا أكثر.

نفس الشيء يمكن إسقاطه على بروكسيل التي يقيم بها الآلاف من المغاربة. بالتأكيد كان هناك بضع متهورين وجانحين، لكن من الظلم أن نقول أن "كل مغاربة بروكسيل" مشاغبون.

على الجانب الآخر من المتوسط، يمكن أن نلمس بوضوح أن الصحافة المغربية تتناول المباراة كلعبة رياضية، ولم تحاول إطلاقا أن تقحم "السياسة" في الموضوع، ولو أرادت لفعلت.

عموما، يجب أن تدرك الصحافة الإسبانية أن الأمر يتعلق بمباراة كرة قدم أخرى، وأن ما حدث في بروكسيل لم يسبق له أن حدث مثله في إسبانيا (يمكن أن نتذكر ببساطة مباراة سنة 2018)، فلكل بلد خصوصية.

إنها مباراة كرة قدم بين جارين. هكذا وصفها الصحافي المغربي نبيل دريوش في مقال بالإسبانية  على صحيفة "20 دقيقة".

فلا داعي لكل هذا الضجيج والخلط بين الساحرة المستديرة وسحر السياسة.