"أورميندو".. أوبرا مغربية تعود للحياة بعد 4 قرون من تأليفها

 "أورميندو".. أوبرا مغربية تعود للحياة بعد 4 قرون من تأليفها
آخر ساعة
السبت 3 ديسمبر 2022 - 17:26

بعد مرور ما يقرب من أربعة قرون على تأليفها، تمت مؤخرا برمجة أول عرض لأوبرا "أورميندو" المغربية، يتمويل من معهد غوته الألماني.

و"أورميندو" هي أوبرا فريدة من نوعها أبدعها خيال الملحن فرانشيسكو كافالي والشاعر جيوفاني فوستيني، وكل شخصياتها من المغرب، بدأت حكايتها سنة 1644 في مسرح "سان كاسيانو" بمدينة البندقية الإيطالية، الذي بُني عام 1637، ويعتبر أقدم دار أوبرا عامة شيدت في العالم.

وما هو مميز وفريد في أوبرا "أورميندو" أنها الأوبرا الوحيدة التي جاءت كل شخصياتها من المغرب، ودون أي إسقاطات أو تلميحات سلبية، وتدور أحداثها، التي تجمع بين الدراما وكوميديا ما بعد الحرب،  في "مملكة فاس"، حيث تدور قصة سلطان وزوجته الشابة غير المخلصة له، والتي تريد نسج علاقة حب مع أميرين، بينهما الشاب "أورميندو" الذي وقعت في غرامه.

ويكشف موقع "دويتشه فيللي" الألماني أن الجمهور المغربي استقبل الأوبرا بحفاوة، حيث عبر أحد الحاضرين أنه تمكن من رؤية الكثير من التصورات المتخيلة في الأوبرا "والتي لا تتوافق بالضرورة مع الصورة التي يمتلكها الناس عادةً عن بلد مغربي أو شمال أفريقي أو مسلم".

أما عن تفاصيل أحداثها، فبعد انتصارهما في المعركة يجد الأمير المغربي الشاب "أورميندو" وصديقه الأمير أميدا نفسيهما في "مملكة فاس"، لكن الأمور تتغير عندما يكتشفان أنهما وقعا في حب نفس المرأة، وهي زوجة السلطان.

يقترح "أورميندو" القيام بعملية هروب ثلاثية، لكن الأميرة تختاره هو، لكن العملية تبوء بالفشل بعد أن يسقطا في قبضة حراس السلطان.

وبشكل عام، تسلط الأوبرا الضوء على العديد من العلاقات المعقدة، كالخيانة الزوجية والحب الذي صمد أمام كل التحديات، ورغم أنها كتبت قبل نحو أربعمئة سنة، إلا أن روح النص لا تزال معاصرة، وفقَ وصف المخرج باسكوال جوردان، الذي يرى أن الأوبرا تتحدث عن الوضع بعد نهاية الحرب في البندقية، حيث كان الجميع يتساءلون "ماذا سيحدث الآن في حياتنا؟".

أما في نسختها الحديثة؛ فتحافظ الأوبرا على أجواء الحرب لكن بديكور وعناصر محلية، حيث تظهر على الشاشة مدينة مدمرة، ومراسلة تلفزيونية مغربية تتجول في سترة واقية وخوذة عبر الأنقاض رفقة مصورها.

تقول لإنغبورغ تسو شليسفغ هولشتاين، مصممة الأزياء، إن ما يميز هذه الأوبرا هو أنها "الوحيدة التي تتخذ المغرب موضوعا لها، كما أن كل أبطالها مغاربة".

من جانبه، يقول المخرج الموسيقي توماس دي فريس إنه على الرغم من أن "أورميندو" هي أوبرا إيطالية كلاسيكية، "إلا أنه ما تزال هناك محاولات لإضفاء لمسة مغربية دقيقة عليها"، ومن بين اللمسات المغربية في الأوبرا اللغة الموسيقية، حيث يضيف دي فريس في هذا الصدد "لدينا عازف إيقاع مغربي سيعزف على اثنين من آلات الإيقاع".