شاهد الجميع لحظة إعلان الحكم عن تغيير اللاعب سفيان بوفال، خلال مباراة المنتخب المغربي ضد بلجيكا.
واعتقد الجميع في بادئ الأمر أن بوفال كان غاضبا من الحكم الذي طلب منه الخروج من خط نصف الملعب، قبل أن تظهر لقطات من زوايا أخرى أن بوفال كان غاضبا فعلا لأنه تم تغييره.
ويرى البعض أن في هذا الأمر تقليلاً من شأن اللاعب، لهذا يحاولون الدفاع عنه ما أمكن، لكن الحقيقة عكس ذلك، فكل لاعب يرغب في أن يبلل القميص الأخضر والأحمر من أجل الوطن، ورد الفعل الطبيعي هو أن يتأسف أي لاعب من قرار تغييره.
بالنسبة لبوفال، فقد جاء تغييره في لحظة كان قد بدأ فيها بالانسجام تماما في أجواء المباراة، وإظهار مهاراته الفردية التي لا يجادل فيها أحد، وأكيد كان يعتقد أنه لا زال لديه الكثير ليقدمه في تلك اللحظات بالذات.
لكن رؤية الركراكي التي تعتمد على الرصانة وضبط النفس إلى آخر ثانية في المباراة، كانت ترى أن بوفال قد يربك المنظومة بحماسه، وبرغبته في انتزاع هتافات الجماهير.. وهي الرؤية التي ثبت أنها كانت على صواب بعد نهاية المباراة.
الجميل أيضا في كل هذا، أن بوفال الذي كان قد غادر الملعب، موليا ظهره للمباراة ككل، لم يشاهد هدف عبد الحميد الصابيري، لكنه سمع الهتاف والصياح والفرحة فالتفت ليجد أن الكرة قد استقرت في شباك الحارس كورتوا.
وفي هذه اللحظة، ظهر جليا أن غضبَ بوفال كان من أجل نفسه، لأنه حُرم من إكمال المباراة، لكن الفرحة كانت من أجل المنتخب.. من أجل الوطن.
وعليه، انطلق بوفال عائدا ليفرح مع زملائه وقد نسيَ تماما سبب غضبه، وارتمى وسط اللاعبين محتفلاً بالهدف، باعتبار أن الأهم دائما هو المجموعة.. هو المنتخب.. هو الوطن.
حالة بوفال يمكن تعميمها على باقي اللاعبين الذين أظهروا نضجا كبيرا وانسجاما غير مسبوقين، تتمنى الجماهير أن تكونا سبباً في إنجاز تاريخي.