التراث الثقافي غير المادي بالمغرب.. الطريق نحوَ حماية الملكية الفكرية

 التراث الثقافي غير المادي بالمغرب.. الطريق نحوَ حماية الملكية الفكرية
آخر ساعة
الأثنين 28 نوفمبر 2022 - 22:05

بحثاً عن كيفية الحفاظ على التراث الثقافي اللامادي وتثمينه، وربطاً لهذا الموضوع بالملكية الفكرية، ناقش متخصصون وخبراء، على هامش الدورة السابعة عشرة للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي المنظمة بالرباط بين 28 نونبر و3 دجنبر، السبل المثلى للوصول إلى هذه الغاية.

وقد أخذت أكاديمية المملكة المغربية على عاتقها تنظيم هذا اللقاء، تماشياً مع أهدافها التي يبقى حفظ التراث الثقافي اللامادي المغربي واحداً منها، كالحفاظ على تراث الموسيقى الأندلسية والملحون والتراث الحساني أيضا، وهو ما أورده البشير تامر، المدير التنفيذي للأكاديمية، في كلمته الترحيبة خلال هذا اللقاء.

تامر استعرض أيضاً تعريفاً مقتضباً للمؤسسة، مع إحالة على أهدافها في وأنشطتها وأعضائها أيضا، قبل أن يترك المجال مفتوحا أمام المتدخلين، بمختلف تخصصاتهم، لتداول موضوع اللقاء، الذي عرف أيضا حضور عبد الإله عفيفي، السكرتير العام لوزارة الشباب والتواصل والثقافة.

وفي هذا الصدد، استعرض متدخلون تجربة المغرب خصوصا في مجال الحفاظ على التراث الثقافي اللامادي، والذي وقع سنة 2006 على اتفاقية مع اليونسكو لحفظ التراث.

وأضافوا أن الجهات المتخصصة تهدف من خلال سنّ قوانين في هذا الصدد إلى الحفاظ على التراث، وحمايته من خلال قوانين حماية الملكية الفكرية، وكذا تثمينه، وأخيرا ترويجه.

كما سجّل متحدثون أن هناك 2.5 مليون صانع تقليدي في المغرب، يتم الاشتغال حاليا من أجل توعيتهم بأهمية الملكية الفكرية، وهو المشروع الذي بدأ يؤتي أكله، من خلال اهتمام أبسط الصناع به، بعد أن لمسوا تأثيره على مدخولهم وبالتالي على معيشة أسرهم أيضا.

ودعا مشاركون في الندوة إلى ضرورة سنّ القوانين والبرامج من أجل حماية كافة أنواع الإرث الثقافي اللامادي، خصوصا أنه في حالة عدم تسجيل هذا التراث، فإنه لا يمكن المطالبة بأية حقوق، وهي الغاية التي من أجلها تم إدماج جامعات ومؤسسات من أجل توسيع مجال التوعية.

وبخصوص الملكية الصناعية، استعرض متدخلون عددا من العلامات التجارية المغربية، الجماعية خصوصا، والتي تتخذ عدة أشكال وتنقسم لأنواع مختلفة، مثل ما هو شكلي، وصوتي، أو مزيج بين الاثنين.. موردين عددا من التفاصيل بهذا الخصوص، كالمدة التي تبقى فيها رخصة الملكية صالحة، إلى غير ذلك.

الفضاء الصحراوي، كان أيضاً محلّ عرضٍ من طرف مشاركين في الندوة، موردين أن التراث الثقافي اللامادي بالمنطقة يضم لائحة طويلة مما يجب الحفاظ عليه وتثمينه بكل خصوصيته وثرائه.

وكجزئية لها علاقة بالموضوع، تم تناول شعر "التبراع" الحساني، وهي القصائد التي تكتب من طرف النساء تغزّلاً بالرجال، حيث تم استعراض الكثير من خصائصه الجمالية وذات الخصوصية الشديدة.

يذكر أنه، بالإضافة إلى المغرب، تضم اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، كلا من ألمانيا وأنغولا والمملكة العربية السعودية وبنغلاديش وبوتسوانا والبرازيل وبوركينا فاسو وساحل العاج وإثيوبيا والهند وماليزيا وموريتانيا وأوزبكستان، وبنما والباراغواي والبيرو وجمهورية كوريا ورواندا وسلوفاكيا والسويد وسويسرا والتشيك وفيتنام.

كما أن اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي تهدف إلى الحفاظ على المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية، والممارسات الثقافية المنقولة من جيل إلى جيل، مثل التقاليد الشفوية، وفنون الأداء، والممارسات الاجتماعية، والطقوس والأحداث الاحتفالية، أو المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون.

وتضم القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، حاليا، 530 عنصرا مدرجا، حيث تهدف إلى الاعتراف والنهوض بالممارسات الثقافية والمعرفة التي تحملها المجتمعات.

من جانبها، تضم قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل، 72 عنصرا مدرجا.

وتهم عناصر التراث التي تكون في حاجة ماسة إلى الصون لأن بقاءها محفوف بالمخاطر، كما تمكن الدول الأطراف في الاتفاقية من تعبئة التعاون الدولي والمساعدة اللازمين لتعزيز نقل هذه الممارسات الثقافية، بالاتفاق مع المجتمعات المعنية.