بسيط جدا وطريقة كلامه فيها الكثير من الطرافة، كما أنه يعتمد في انتصاراته، إضافة إلى التخطيط الجيد والتحفظ الشديد، على "رضاة الوالدين" أيضا، دون أن يتحرج في إعلان ذلك.
كل هذه المعطيات حبّبت المدرب وليد الركراكي، إلى المغاربة جميعهم وجعلتهم يتمنون له التوفيق في تجربته الأولى على رأس المنتخب.
وها قد آتت كل هذه الصفات أكلها، فتمكن الناخب الوطني وليد الركراكي من تحقيق إنجاز تاريخي بكسب أربعة نقاط من مباراتيه أمام كرواتيا وبلجيكا، خصوصا الانتصار أمام بلجيكا بهدفين للاشيء.
ورغم أن العاطفة تلعب دورا كبيرا في هذه الرغبة إلا أن عاطفة المغاربة تجاه الركراكي مبررة لأنه لم يأت لعالم التدريب من فراغ، ولديه فعلا خبرة تخوله لهذا المنصب، ولم يكن هناك وقت أفضل من هذا ليكون قائدا للأسود.
فوليد الركراكي، المولود سنة 1975 بباريس، مرّ من عدة مراحل، وبنجاحات كثيرة في دنيا الكرة، فلعب في الدوري الفرنسي، الإسباني ثم المغربي.
خلال هذه المراحل حاز عدة جوائز وتوج أكثر من مرة، فأحرز – مثلا- جائزة أحسن مدافع في الدوري الفرنسي الدرجة الثانية، كما حصد بطاقة الصعود إلى الدرجة الأولى رفقة نادي أجاكسيو.
خاض "مرضي الوالدين" أيضا أكثر من 50 مباراة مع المنتخب الوطني المغربي، وساهم، سنة 2004، بشكل كبير في وصول منتخبنا إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية إذ نال جائزة أفضل مدافع في البطولة.
بعد اعتزاله اللعب نهائيا، في حدود سنة 2013، اتجه وليد إلى العمل كمحلل تقني للدوري الفرنسي في قناة بي إن سبورتس الفرنسية.
وبعد حصوله على شهادة التدريب انتقل الركراكي في أول تجاربه للإشراف سنة 2014 على تدريب الفتح الرباطي، ومن أول تجربة تدريب له استطاع المدرب الشاب التتويج بكأس العرش سنة 2014.
تمكن وليد أيضا من الوصول إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الأفريقي قبل أن يقصيه نادي الزمالك المصري بفارق الأهداف فقط.
في سنة 2015، وصل الركراكي مجددا، رفقة الفتح دائما، إلى نهائي الكأس لكنه خسر في ضربات الجزاء بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي.
كما حقق، في نفس الموسم، إنجازا تاريخيا بعد أن قاد الفتح إلى الفوز بالدوري المغربي لأول مرة في تاريخه بعد عقدة استمرت لسنوات، ليثبت ذاته بقوة رغم كونه أصغر مدرب في البطولة.
وليد الآن هو محبوب المغاربة، ومعه يمكن أن يكرر المغرب إنجاز سنة 1986، وربما ما هو أفضل، إن سارت الأمور على ما يرام..
فهل يفعلها "مرضي الولدين"؟