تعليق الدراسة لمشاهدة مباريات المنتخب

 تعليق الدراسة لمشاهدة مباريات المنتخب
آخر ساعة
الأثنين 21 نوفمبر 2022 - 13:05

تعليق الدراسة من أجل مباراة كرة قدم؟ يجمع هذا المطلب بين الغرابة وبين الكثير من الواقعية رغم ذلك.

فبقوة الأمر الواقع، معظم المغاربة، وبينهم التلاميذ طبعا، ينتظرون أولى مباراة للمنتخب الوطني ضد كرواتيا، ويتمنون جميعا ولا شك أن يكون النصر للأسود.

لكن، من جهة أخرى، يتسلل سؤال آخر من بين ثنايا الضمير الأخلاقي والتربوي ليقول: هل يعقل أن نوقف الدراسة من أجل مباراة كرة؟ أليست الأولوية للتعليم؟

 وبين الحالتين معاً، يبقى المؤكد أن هذه التظاهرة العالمية لا تنظم سوى مرة كل 4 سنوات، والمغرب لا يتأهل بالضرورة فيها جميعا، والروح الوطنية تأبى أن تهدأ وأن تتجاهل توقيت المباراة.

والمؤكد أيضا أن ضياع ساعتين من الدراسة، أو نصف يوم، ليس أمراً جللاً، ويمكن تعويضه بكل سهولة من خلال حصص إضافية.

في هذا الصدد، كتب عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية والتقنية لـفيروس "كوفيد 19" بالمغرب، تدوينة أطلق عليها عنوان "استعطاف كروي"، طالب عبرَها بمنح ترخيص لنصف يومين فقط، وذلك صباح الأربعاء 23 نونبر، ومساء الخميس 1 دجنبر، من أجل منح الفرصة للأساتذة والتلاميذ والأطر الإدارية الشغوفة بالكرة، لمساندة المنتخب الوطني.

وأضاف الإبراهيمي في التدوينة التي نشرها على صفحته بفيسبوك إنه يتمنى كمواطن مغربي يساند منتخب بلاده ومهووس به، "أن تسمح مؤسساتنا لمواطنينا بمتابعة مقابلات الأسود على المباشر، ولا سيما أننا نتحدث عن ترخيص لنصف يومين فقط".

وزاد "حتما هذا سيسمح بخلق أجواء وذكريات لا تمحى لنا مع وليداتنا وصحبة عائلاتنا وصحابنا، ومن الرفع من الروح الوطنية، وإذا بغيتونا نعوضو مرحبا، نجيو نقراو ونخدمو السبت والأحد، وديما مغريب".

ولأن مباراة المنتخب ضد بلجيكا، التي ستقام الأحد 27 نونبر على الساعة ، ستتزامن أيضا مع مباريات توظيف الأطر النظامية للأكاديميات الجهوية (الأساتذة المتعاقدين)، فإن الأصوات تعالت بتغيير توقيتها أيضا.

وقد وجهت النقابة الوطنية للتعليم التابعة للفيدرالية الديموقراطية للشغل، مراسلة إلى وزير التربية الوطنية، تلتمس فيها تغيير تاريخ إجراء مباريات توظيف الأطر النظامية للأكاديميات الجهوية، موضحة أن موعد هذه المباريات تزامن مع عطلة نهاية الأسبوع الخاصة بالأطر الإدارية والتربوية العاملة بالمؤسسات والمديريات الإقليمية والجهوية، "كما أنها تتزامن مع مباراة المنتخب المغربي في كأس العالم بقطر".

كأس العالم وقوة تأثيره ألقى بظلاله على الدولة المنظمة نفسها قطر، حيث قررت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي تبكير العام الدراسي بحيث تكون إجازة منتصف العام الدراسي متزامنة مع بدء فعاليات المونديال.

بشكل عام، يبدو أن الفكرة لا تتعارض مع القيَم الوطنية، بل العكس، كما أن الهدرَ المدرسي غير وارد، لأن الساعات يمكن تعويضها، إضافة إلى أنه – وهذا مؤكد – حتى لو حضر التلاميذ، فإن تركيزهم سيكون مشتتا تماما، وربما ينطبق هذا على المدرّسين والمدرسات ممن يعشقون الساحرة المستديرة.

فهل تقرر الوزارة التساهل يا ترى؟