يتمنى المرء أن تنتهي المباريات التي تجمعنا بالفرق المصرية، خصوصا المصيرية منها، بالسلام والابتسامة وتقبّل الهزيمة، مثلما يحدث في كل النهايات الكروية حول العالم.
لكنّ شريحةً بعينها من الإعلام المصري تأبى دائما إلا أن تحوّل الجلدة المنفوخة إلى معركة مصيرية مع استخدام كلام كبير كـ"الفضيحة" و"الانسحاب"، وهلمّ جرّا، خصوصا إذا كانت الهزيمة من نصيب الفرق المصرية.
عندما تنهزم الفرق المغربية فإن الإعلام المغربي نادرا جدا ما يهاجم الفريق الخصم أو الظروف المحيطة. عندما تنهزم الفرق المغربية تعترف أنها كانت الأضعف. وإن كان هناك من لوم أو صراخ فإن الجمهور والإعلام يوجهه للمدرب واللاعبين، وفي الغالب ينسون الفريق الخصم تماما، ولا يحاولون أن يعلقوا على مشجبه مرارة الهزيمة.
فقبل حتى أن تبدأ المباراة، خرج اللاعب الدولي السابق أبو تريكة، وهو شخص يفترض فيه الرزانة، بتدوينة دعا فيها النادي الأهلي إلى الانسحاب لأن المباراة ستنظم في المغرب.
تدوينة بدون معنى تظهر أن العاطفة هي التي تتحكم. رغم أن الاتحاد الإفريقي "الكاف" كان واضحا في سبب اختياره وفي المعايير التي لم يستوفها سوى المغرب والسنغال، قبل أن تنسحب السنغال من المنافسة، ويبقى ملعب محمد الخامس المؤهل الوحيد لاستضافة النهائي.
أما أثناء المباراة، فقد كان هناك جدال غريب وحادّ أثاره اللاعب وائل جمعة في استوديو المباراة بقناة "بي إن سبورت"، مطالبا بتخصيص نصف الملعب لجمهور الأهلي حتى لو لم يحضروا !! في الوقت الذي كانت الكاميرات تظهر أن هناك 3000 مصري فقط من الحاضرين، بينما كان وائل جمعة يدعي أن هناك 10.000 منعوا أيضا.
ولحسن الحظ، أن هناك إعلاميين منصفين ويأخذون كرة القدم كلعبة أيضا، فمراسل "إم بي سي" مصر، وفي برنامج الإعلامي عمرو أديب، أقر بالترحيب "الذي لا مثيل له" من طرف المغرب وسلطاته، وهي التصريحات التي استقبلها عمرو أديب بالصمت المطبق، محاولاً في كل أسئلته البحث عن مشكلة في التذاكر أو أي تفصيلة أخرى دون جدوى.
الحقيقة أن الحل الوحيد كي لا يخرج بعض الإعلاميين هذه الخرجات غير المحسوبة هو أن تنتصر الأندية المصرية. أما غير ذلك، فالكلام لا ولن ينتهي، والحجج والمبررات موجودة دائما.