انتصارات المنتخب المقابلات الودية.. مؤشر جيد أم سيء؟

 انتصارات المنتخب المقابلات الودية.. مؤشر جيد أم سيء؟
آخر ساعة
الجمعة 18 نوفمبر 2022 - 15:26

لا يسعُ أي متابع لمسيرة المنتخب المغربي لكرة القدم إلا أن يقرّ أن الأداء تحسن منذ ترأس وليد الركراكي الإدارة التقنية، وتجلى ذلك بشكل أوضح في المباراة الأخيرة ضد جورجيا.

فرغم التحفظ والاقتصاد الواضح في المجهود، الذي كان مطلوبا جدا تجنبا لأي مفاجآت، خصوصا ونحن على بعد أسبوع من منافسات المونديال، إلا أن عمل الركراكي ودهاؤه التقني كانا واضحين جدا.

لكن، ما الذي تعنيه الانتصارات في المباريات الودية للمنتخب الوطني؟

الواقع أنها تكاد لا تعني شيئا عندما ننتقل إلى "المعقول" وتبدأ المنافسات الرسمية، وتاريخ الأسود لو راجعناه سنجده حافلا بانتصارات على فرق قوية في المباريات الودية، لكن للأسف يقابل ذلك نتائج سيئة في المباريات الرسمية.

ولحسن الحظ أن تصريح وليد الركراكي بعد المباراة كان واقعيا ومدركا لهذه "الخدعة" النفسية، التي سببت صدمة لعشاق الأسود في أكثر من مناسبة.

فقد كان الناخب الوطني مركزا أكثر على أداء اللاعبين، وخلق الانسجام، ورصد نقاط الضعف، دون أن يعتبر أن النتيجة في حد ذاتها تعني شيئا، اللهم شحنة نفسية بسيطة.

المباريات الودية لها دور واحد وواضح، رصد مكامن الخلل، وتعزيز مكامن القوة، لا أقل ولا أكثر. أما النتيجة فلا تقدم ولا تؤخر على مستوى المباريات الرسمية المبرمجة مستقبلا.

لقد ظل المنتخب المغربي يقدم عبر تاريخه مقابلات ودية في المستوى، لأن اللاعبين يكونون متحررين من الضغط، فيقدمون أفضل ما لديهم، لكنه للأسف يصطدم بواقعية وقساوة المباريات الرسمية، وهو ما يتمنى أي عاشق للأسود أن يتكرر الآن.

انتصار المنتخب على جورجيا مؤشر جيد، لكنه ليس مقياسا إطلاقا، لهذا فوقت التفاؤل لا زال مبكرا، ولا بد من الكثير من الحزم والاشتغال على كل مباراة على حدة كأنها نهاية كأس العالم فعلا.