الركراكي.. الداهية الذي نجحَ في إرضاء الجميع

 الركراكي.. الداهية الذي نجحَ في إرضاء الجميع
آخر ساعة
الخميس 10 نوفمبر 2022 - 23:46

سواء اتفقت معه أو اختلفت في عدة أمور، فإن وليد الركراكي يبدو – لحد اللحظة – أول مدرب ستقلع طائرته نحو كأس عالمٍ بكتيبةٍ يرضى عنها كل المغاربة، بمختلف تلاوينهم.

الركراكي فكرّ وقدّر، وأخذ وقته، واستعمل كل إمكانياته ( من بينها رضاة الوالدين طبعا)، لينجح في الأخير في الوصول إلى توليفة لم يعترض عليها أحد تقريبا.

يعرف الجميع أن العلاقة كانت سيئة بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم واللاعب عبد الرزاق حمد الله، لكن الركراكي، الذي كان بنفسه مترددا بخصوص هذا الأخير، حسم اختياره وكان عمليا جدا، ونجح في إقناع الطرفين في تجاوز الخلاف من أجل الراية الوطنية.

كيف فعل ذلك؟ لا أحد يعلم.

لقد لاجظ الركراكي بدهائه الكروي أن خط هجومه، بدون حمد الله، سيكون ضعيفا فعلا، وسيفتقد لمكمل عمليات، خصوصا مع تراجع مستوى يوسف النصيري وإصابته الأخيرة.

على مستوى خط الوسط، كان الركراكي يحتاج كثيرا لدماء شابة ولحصان أسود، قد يقلب أوراق الخصوم، فأدار عينيه في كل اللاعبين المغاربة الذين تتصارع عليهم الدول من أجل تجنيسهم، ليلاحظ أن بلال الخنوس هو، من جهة، الأكثر حبا للوطن خصوصا بعد اختياره اللعب للمغرب، وتصريحه الذي قال فيه " "لقد أتيحت لي فرصة اللعب للمغرب. أجدادي من المغرب وأريد أن أجعلهم فخورين.. ومن هنا جاء هذا الإختيار".

الركراكي يحب الذين "يموتون" على القميص الوطني، ومن هنا جاء اختياره للخنوس، مانحاً إياه فرصة عمره لإثبات ذلك، إضافة طبعا إلى مستواه مع فريقه "جانك" من جهة أخرى.

ولأن سامي مايي تعرض للإصابة، فقد وقع اختيار الركراكي على بدر بانون، من أجل التواجد في اللائحة النهائية لدفاع المنتخب.. ليكون بهذا قد أغلق الحلقة تماما وأخرس كل الألسن الناقدة.

سيرحل الركراكي، المدرب المغربي، إلى قطر إذن والجمهور مرتاح للتشكيلة، والجامعة داعمة لكل اختياراته، والتمنيات الكثيرة بالتوفيق ترافقه.

فهل نكون أمام مشاركة مختلفة؟