هذه العادات ستمكنك من تجاوز الأزمة المالية 

 هذه العادات ستمكنك من تجاوز الأزمة المالية 
آخر ساعة
الأحد 6 نوفمبر 2022 - 12:53

تتواصل موجة ارتفاع الأسعار مشكلة ضغطا كبيرا على ميزانية عدد كبير من الأسر المغربية، التي تضاعفت قيمة قفتها اليومية، دون أن تتغير قيمة الدخل.

وبغض النظر عن الأسباب التي يختلط فيها الكثير مما هو وطني ودولي، ومما هو حقيقي ومفتعل أحيانا، إضافة إلى المضاربات طبعا، فإن ما يهم المواطن وسط كل هذا هو أن يجل حلا لهذه الأزمة التي قصمت ظهور عدد من أرباب البيوت.

وفي هذه الفترة، يبدو خيار "المينيماليزم"، أو ثقافة التخفّف، واحدا من أفضل الخيارات الفردية لمواجهة الغلاء.

و"المينيماليزم"، باختصار مخلّ، هو الاكتفاء بأقل الأشياء دون أي إضافات أو كماليات، وبالتالي تقليل الميزانية إلى الحد الأدنى، وكذا التخلص من المكدّس من الأشياء.

تدعو فكرة المينيماليزم إلى مواجهة ثقافة الاستهلاك من أجل الاستهلاك، والاكتفاء بالتالي باقتناء ما يحتاجه الإنسان فقط، وفي حالة الأزمة: بيع كل ما هو زائد عن الحاجة.

فإذا كانت تكفيف مائدة واحدة، مثلا، فلا داعي لاقتناء اثنتين، إذا كان يكفيك قميصان أسبوعيا، فلا داعي لملء دولابك بأكثر من ذلك.. وهكذا.

ظهرت حرمة "المينيماليزم"، في فترة الستينيات بالولايات المتحدة الأمريكية، كتوجه في الفنون البصرية والموسيقى، واعتمدت على استخدام أبسط وأقل العناصر والألوان في تشكيل القطع الفنية لمنحها التأثير الأقصى، ثم انتقل المصطلح إلى العمارة والديكور، حيث اعتمد على استخدام خطوط بسيطة في البناء، واستخدام أقل عدد ممكن من قطع الأثاث، وكذلك قطع الأثاث متعددة الاستخدامات.

وفي السنوات الأخيرة، انتشر مصطلح "المينيماليزم" Minimalism كنمط أو أسلوب حياة يهدف إلى تبسيط الحياة والتخلص من كل ما هو غير ضروري ومحاربة الاستهلاكية التي تدفع الإنسان لاقتناء ما لا يحتاج إليه والتخلص من الزائد عن الاحتياج، كما يمكن أن يُطبق المصطلح على أمور غير مادية مثل العلاقات على سبيل المثال، وهو ما سيؤدي بالتالي إلى تقليل الفوضى والتخلص من الزيادات، ليتيح الفرصة للتركيز على ما تمتلكه والاستمتاع به بشكل أفضل.

ووفق دراسة صادرة عن جامعة إلينوي بشيكاغو عن "المينيماليزم"، فإن اتباع هذا النمط يساعد على ارتفاع الشعور بالرضا والتخفف من الشعور بالضغط والتوتر، خصوصا حين نلاحظ ما تقدمه التجارب والخبرات كقيمة للإنسان، وما تقدمه الممتلكات والأشياء المادية.

ووفق ذات الداراسة فإننا نشتري الأغراض لنشعر بالسعادة، وتنجح عملية الشراء في إسعادنا ولكن لفترة قصيرة، فسرعان ما نعتاد وجودها وتفقد تأثيرها، وتضيف "إنك قد تحب تلك الأشياء المادية وقد تظن أن جزءًا من ذاتك مرتبط بها، إلا أنها تظل منفصلة عنك، أما التجارب التي تخوضها، فهي بالفعال تشكل جزءًا منك، لأننا في النهاية حصاد ما نخوضه من تجارب".

إن هذا الوعي الاقتصادي، في مثل هذه الأزمنة الاقتصادية الصعبة، مطلوب جدا، وقد يشكل فارقا حقيقيا لدى آلاف الأسر المغربية، وقد يكون الأمر ذا جدوى أكثر، لو تدخلت المؤسسات العمومية من أجل التوعية به، بنفس الطريق التي تتم بها الدعوة إلى ترشيد المياه، فهدر الملايس والغذاء والأثاث، لا يختلف عن هدر المياه كثيرا.