تتواصل المجهودات بالمملكة المغربية من أجل تحقيق الريادة القارية والعالمية على مستوى تزويد العالم بالهيدروجين الأخضر.
ويسابق المغرب الزمن منذ سنوات لتحقيق هذا الهدف، حيث تبدي عدة شركات ودول اهتمامها الكبير بالاستفادة من إمكانيات المغرب في هذا الباب.
آخر هذه المبادرات كانت من شركة شاريوت البريطانية التي وقعت شراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية وشركة "أورت" البريطانية المصنعة لأنظمة الهيدروجين الاخضر، بهدف تعزيز مشروعات تجريبية وتطويرها في المغرب.
ووفق موقع "أوف شور إينرجي" فقد اتفقت الأطراف على استخدام محلل كهربائي بغشاء بوليمر، الحاصل على براءة الاختراع من قبل شركة "أورت"، الذي يفصل الماء لإنتاج الهيدروجين والأكسجين باستخدام الطاقة المتجددة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
كما يشمل الاتفاق تقييم جدوى إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء على نطاق واسع، حيث من المقرر أن تستضيف منشأة للبحث والتطوير تابعة لمكتب الشريف للفوسفاط في المغرب أحد المشروعات التجريبية.
ووفق ما أورده موقع "الطاقة"، فمن المتوقع أن تستعين شركة شاريوت البريطانية بخبرتها في هذا المجال لتقييم الجدوى الاقتصادية للمشروع، في حين ستحشد جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية الباحثين والشركات لتطوير المجال وبناء القدرات، بهدف إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا في المغرب.
ويتوقع أن يكون المشروع التجريبي فرصة لشركة أورت لاختبار تقنية المحلل الكهربائي في بيئة مختلفة، بهدف خفض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر.
وبهذا الخصوص، قال الرئيس التنفيذي لشركة أورت، نيك فان ديك، إن الاختبار سيكون خطوة مهمة في إظهار قدرات المحلل الكهربائي، مع تقييم كفاءته وقوة تحمله وهيكل التكلفة بهدف التطبيق في مشروعات ضخمة، بينما أشار مدير قسم الابتكار من أجل الصناعة في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، محمد بوستة، إلى أن قطاع الهيدروجين الأخضر في المغرب يحتاج إلى شراكات من هذا النوع لتطوير التعليم والبحث العلمي.
يذكر أنه، في شتنبر من سنة 2022، تعاونت شاريوت مع شركة توتال إرين الرائدة في قطاع الطاقة المتجددة لتطوير مشروع نور في موريتانيا بقدرة 10 غيغاواط.
كما نشطت الشركة البريطانية في قطاع الغاز والكهرباء والهيدروجين، وتمكنت من تحقيق إنجاز كبير في المغرب، حيث أعلنت عن نقل كميات من الغاز المكتشف في حقل أنشوا بوساطة أنبوب غاز المغرب العربي وأوروبا، وهي خطوة ستكون مهمة لتطوير المشروع البحري، الذي من المتوقع أن يبدأ التشغيل في عام 2024 أو 2025.
يذكر أن الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء يعدان من المحركات الرئيسة لتحول العالم إلى استخدام الطاقة النظيفة، حيث ركزت العديد من الدراسات، في السنوات الأخيرة، على الاستخدامات المحتملة للهيدروجين الأخضر في النقل والصناعات الثقيلة والقطاعات الأخرى الأكثر استهلاكًا للطاقة والأكثر تلويثًا.
ويمكن أن ينتج الهيدروجين الأخضر الأمونيا الخضراء بعد التفاعل مع النيتروجين تحت درجات حرارة عالية. وتُنتج الأمونيا، في الوقت الحالي، من الغاز الطبيعي نتيجة تفاعل الميثان مع البخار والهواء، وينشأ عنها ثاني أكسيد الكربون.