قالت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، إن العالم يعيش فترة لم يسبق لها مثيل، بعد خرج من سنتين من الأزمة الوبائية والتضخم المتزايد وضيق السياسات النقدية وتسجيل الدولار لأقوى ارتفاع له منذ جيل ليدخل في ظروف صعبة عنوانها العريض "الأزمة الطاقية".
وأشارت، في مداخلة لها، ضمن فعاليات موسم أصيلة، حول موضوع "تأثير الطاقة على التوازنات السياسية والاقتصادية الدولية"، إلى أن هناك من يعتبر أن سنة 2022 تشبه حرب أسعار النفط في سبعينيات القرن الماضي التي فقدت فيها اليابان وألمانيا، على سبيل المثال، القدرة التنافسية أمام الولايات المتحدة الأمريكية، في حين يتعلق اليوم بالغاز الروسي وليس بالنفط العربي.
وشددت الوزيرة على أن الحل الأمثل في ظل الأزمة الطاقية وما يرتبط بها من مشاكل مالية واقتصادية واجتماعية، هو تحقيق "السيادة الطاقية"، عبر انتقال طاقي محكم يضمن الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة ولو على مدى متوسط وبعيد ويتكيف مع التغيير المناخي، الذي أصبح واقعا وحقيقة يهم العالم بأسره، ويتجاوب مع انتظارات المجتمع.
وأكدت المتحدثة أن المغرب يعمل جاهدا، في ظل واقع سوق الطاقة العالمي المعقد، لتحقيق الانتقال الطاقي عبر سياسات ومخططات واستراتيجيات واضحة المعالم وإنشاء بنيات مهيكلة والاستغلال الأمثل للمؤهلات الذاتية، "ما سيمكن في المستقبل المنظور من مواجهة التحديات التي تطرحها تقلبات سوق الطاقة العالمي وما يتعلق بها من تحديات اقتصادية وعالمية ترخي بظلالها على العالم بأسره".
كما أوضحت أن سياسة الانتقال الطاقي التي ينهجها المغرب بحكمة وبعد نظر "ستمكن من تحقيق السيادة الطاقية، التي أضحت مؤشرا مهما في تقدم الدول وضمان التنمية المستدامة والمتوازنة"، مشيرة الى أن المغرب يستثمر في مجال الطاقة النظيفة ويوسع من مجال التعاون مع الدول المرجعية في هذا المجال، ما أهله لكسب الخبرة والمؤهلات لبلوغ مبتغاه وضمان الانتقال الطاقي الذي يحقق السيادة الطاقية.
وشددت على أن المغرب يضع كل خبراته وتجربته وأمكانياته رهن إشارة أفريقيا، التي تعاني كثيرا من تغيير منظومة الطاقة في العالم و تأثيرات التغير المناخي، وهي قادرة عمليا على تحقيق الانتقال الطاقي، "شريطة توحيد وتشبيك جهودها والاستفادة من التجارب الناجحة في المجال واستغلال مؤهلاتها وغناها الطبيعي والبشري بشكل أمثل".