أوصى الشيخ الدكتور عبدالله الجهني إمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين بتقوى الله في السر والعلن، وقال في خطبة الجمعة: "استمع الجميع إلى خادم الحرمين الشريفين، في افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، في كلمة توجيهية ضافية شاملة حملت في طياتها النصح للرعية والتوجيه للشعب، وهي دليل على حرصه، وقد لفت الأنظار إلى أن ركائز الحكم في السعودية تقوم على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما قولا وفعلا، وأن التاريخ الحديث سجل أعظم وأنجح وحدة جمعت الشتات، وأرست الأمن والاستقرار، ووجهت المقاصد لبناء دولة عصرية دستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أساسها المواطن وعمادها التنمية وهدفها الازدهار، وصناعة مستقبل أفضل للوطن وأبنائه وبناته".
وأوضح، أن الله تعالى الله من على هذه البلاد بقائد ملهم وحد صفوفها وطهر عقيدتها على يد المؤسس المغفور له بإذن الله، وأبنائه البررة من بعده جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، فكان ما نرفل فيه من الأمن والرخاء والسكون والهدوء والعز وجمع الشمل وتوحيد الكلمة وإخلاص العبادة لله وحده واتباع سنة نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما، غضة طرية كما جاء بها حبيبنا وقرة عيوننا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما، والأمة الإسلامية محسودة بهذه النعمة عموما، خاصة هذه البلاد المباركة التي جعلت القرآن الكريم والسنة النبوية دستورا لها، لذلك فإن الحاسدين يعملون بكل جد ونشاط وبكل أسلوب وإغراء، وبكل إرجاف وتخويف وبكل شيطان مريد، لتفريق الكلمة وشق العصا وتصديع الصف وبلبلة الأفكار، والمسؤولية تقع على كل مسلم، وتتأكد على القيادات الدينية، وتتعين على القيادة أن تحافظ على كيانها ومقدساتها ومقومات عزها ونصرها، داعيا الله تعالى أن يجعلنا وإمامنا وولي عهده وحكومته ممن قلت فيهم (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).
وأكد أنه يجب التأمل في واقع العالم الآن، لما انصرف الناس عن كتاب الله وتركوا ميزان الله وغاب القرآن عن ميدان الحياة، اختلت الموازين واضطربت المقاييس، فنرى العالم في عناء وشقاء وتضارب في الاتجاه والآراء، يخاف بعضهم بعضا، ويمقت بعضهم بعضا ويتربص بعضهم الدوائر ببعض، ذلك لأنهم تركوا كتاب الله ورجعوا إلى جاهلية شر من الجاهلية الأولى، فاتقوا الله أيها المسلمون اقرأوا كتاب ربكم وتفهموا معانيه، وخذوا بتوجيهاته وأعملوا بأحكامه، وسيروا على نظامه بجميع المواقف، وفي جميع شؤونكم الخاصة والعامة، وهو المنهج المتبع في هذه البلاد التي من الله عليها بقيادة تحكم بدينه وتسير على منهج الإسلام.