قد يبدو الأمر مبالغاً فيه ابتداءً، لكن كل النجوم الذين أبهروا في كأس العالم كانوا في الغالب عبارة عن مفاجأةً لم يتوقعها أحد.
صحيح ان مارادونا، مثلا، لم يكن لاعباً مغمورا، في كأس العالم بالمكسيك سنة 1986، لكن بالمقابل لم يتوقع أحد أن يقود بلاده، بتلك الطريقة شبه المجنونة، إلى الفوز بكأس العالم.
اللاعب المغربي عبد الصمد الزلزولي، أو كما يسميه الإسبان "أبدي"، أظهر خلال مباراته الأخيرة رفقة أوساسونا مهارات تقنية عالية جدا، وجرأة قلما يتحلى بها لاعبون في مثل سنه.
المعلقون الرياضيون ووسائل الإعلام الإسبانية أشادت كثيرا بأدائه، وأكيد أن اختياره من طرف برشلونة سابقا لم يكن عبثاً.
فهل يكون الزلزولي فعلاً هو "مارادونا" كأس العالم بقطر؟ لا شيء يمنع من حدوث ذلك سوى غياب الثقة في النفس.
عدا ذلك، فإن تمكن الزلزولي من الكرة واضح جدا، ومهاراته التقنية لا تخفى على أي متتبع، خصوصا على مستوى الاختراق والاحتفاظ بالكرة بشكل يصعب معه انتزاعها منه دون ارتكاب خطأ ضده.
سيكون أمام الناخب الوطني وليد الركراكي أيضا عمل كبير جدا لصنع نجم من الحجم الثقيل. عليه أن يمنحه الكثير من الثقة والانتباه.
ربما قد يذهب بعيداً ويغامر بتعويض زياش بالزلزولي، فهذا الأخير سبق أن لعبَ جناحاً أيمناً رفقة برشلونة، على أن يترك لزياش الدقائق العشرين الأخيرة لصنع الفارق.
في كرة القدم، لا يوجد لاعب أفضل من لاعب سوى بالإمكانيات التي تمنح له والثقة التي تزرع فيه، وقبل سنوات قليلة كان العالم يسخر من كريم بنزيمة، واليوم يفتخر الجميع بانتمائه إليهم بشكل أو بآخر.
لقد أظهرت مباراة أوساسونا الأخيرة أن المنتخب المغربي ربح لاعبا كبيراً جدا، وعلى الجامعة المغربية أن تغامر قليلا وتمنحه من جهتها أيضا الثقة والدعم، فربما يكون هو العلامة الفارقة في كأس العالم للمنتخب خصوصا، وللكأس عموماً.