قال محمد علي محمد المطروشي، الباحث في أصول الخيل العربية العتيقة، إن تاريخ 1600 ميلادية، يعتبر فترة فارقة في توثيق أصول الخيول العربية.
وأضاف المطروشي، في خضم حديثه خلال ندوة عن الخيل العربية الأصيلة الصحراوية، ضمن فعاليات معرض الفرس بالجديدة، إن هذا التاريخ سجل قيام "الشريف ابن عون" بعمل سجل خاص بالخيل العربية الأصيلة وأصولها وحصر أعدادها، والذي صار هو السجل الفيصل في تحديد أصولها وأنسابها، "لكنه صار من المفقودات، ولم يتم العثور له على أثر".
وسجل المطروشي أن الأشراف كانوا يحكمون الحجاز، فكانت الخيل الخاصة بالشريف مودعة عند القبائل البدوية وكانت لها أماكن مخصصة لرعيها.
واستعرض المطروشي تاريخ الخيول منذ ملاحظة النقوش في شمال الجزيرة العربية التي وثقت ارتباط الإنسان بالخيل، من حيث الصيد والحرب، كما أن واحدا من أهم الاكتشافات في هذا الباب معروض حاليا بالشارقة، وهو لجام من الذهب الخالص وجد مدفونا مع أحد الملوك في جزيرة العرب في الألفية الثالثة قبل الميلاد.
وعن تقسيمات الخيل من حيث السلالة والنسل، قال المطروشي إن العرب نسبوها إلى بنات "الأعوج"، وهي الخيل التي ربطها نبي الله اسماعيل في بطحاء مكة، إضافة إلى حادثة خراب سد مأرب وأسطورة الأصول الخمس.
وكانت العرب في الجاهلية، وفق المتحدث، تنسب الخيل إلى آبارها كالهجيس والديناري، ثم لاحقا إلى خطوط الأمهات.
كما كشف المتحدث عددا من أنواع الخيول المعروفة لدى قبائل العرب، كقبائل مر، وقبيلة عنزة، ونجد.
وبخصوص ثقافة اختيار الفحل، قال المطروشي إن العرب يشترطون أن يكون تام الخلقة ومعروف النسب، وأن تكون من مستوى علي من الأفراس أي "أم فحول"، بينما ما دونها من الأمهار الذكور "كانت تذبح عند الولادة".
وعن العرب وأنساب خيلهم، استشهد المطروشي بمقولة قديمة مفادها أن الناس مؤتمنون على أنسابهم، "ويقاس ذلك على الخيل، الذي يعتبر فردا من أفراد الأسرة، ويتوارثون النسب كابرا عن كابر وينقل بالأمانة".
وأضاف أنه كان عند العرب نظام لتدوين الأنساب يسمونه الحجة، ويختمونها بالأختام، وكانوا في الغزوات والحروب يعلقون حجج أنسابها على رقبتها في قلائد حتى إذا غنمت لا يضيع نسبها.
وفي آخر مداخلته استعرض المطروشي صورا لمجموعة من الخيول العربية الصحراوية التي التقطها المستشرقون، إضافة إلى مقاطع فيديو نادرة.