ماذا تريد وزارة الثقافة؟

 ماذا تريد وزارة الثقافة؟
آخر ساعة
الأثنين 17 أكتوبر 2022 - 17:01

بين مقصود لم يفهم، ومنطوق فُهم منه القليل جدا..

هكذا قررت وزارة المهدي بنسعيد أن تبقي الغموض واللّبس سيدَ الموقف، بعد قضيتين متتاليتين: فضيحة "طوطو"، وقضية أديداس.

بعد الكارثة الأخلاقية التي ارتكبها مطرب الراب طوطو، لم تبدُ وزارة الثقافة معنية كثيرة بشجب ما حدث، بل إنها كانت مهتمة أكثر بعدد الجماهير التي حضرت.

فلا هي عاقبت "طوطو"، مثلما فعلت مع الفائزين بجائزة المغرب للكتاب قبل أن تفحمها المحكمة الإدارية، ولا هي تبرّأت مما صدر عنه.. على الأقل رسميا.

ورغم أن مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، قال حينها إن الحكومة ترفض النزوح نحو خدش الحياء، وتعتبره "سلوكا غير مقبول".

وأضاف بايتاس، في لقاء صحافي عقب المجلس الحكومي، المنعقد يوم الخميس 29 شتنبر، أنه تحدث مع وزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بنسعيد، وأنه "لا يمكن بشكل من الأشكال قبول مثل هذا الكلام".

إلا أن بنسعيد ابتلع لسانه وصمّ أذنيه وسكت عن الكلام المباح، ولم يعقّب، في حين كان يبدو فخورا في تدوينة له على فيسبوك، قبل سهرة "طوطو"، بأن هذا الأخير حاضر في برنامج مهرجانه الإفريقي.

ثم فجأة، جاء الخبر أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل قررت أن تنذر شركة أديداس، لأنها استعملت زخارف الزليج المغربي في قمصان المنتخب الجزائري.

وكان واضحا أن الأمر يتعلق بزوبعة في فنجان، خصوصا أن الوزير بنسعيد أبى أن يعلق على الموضوع واكتفى بعبارة "حنا في نقاش" !

فأي نقاش هذا الذي يقصده؟ وإن كانت الوزارة امتلكت الجرأة لترفع دعوى من هذا النوع، أو على الأقل تنذر شركة بحجم أديداس، فلماذا لم تمتلك الجرأة لمناقشة كل التفاصيل وبتصريحات رسمية واضحة؟

الغريب أن القضية انتهت بتسريب لجواب الشركة على محامي الوزارة، والذي لم يكن سوى جواب تجاري دبلوماسي، لم يغير من واقع الأمر شيئا، ولم يسفر عن سحب الأقمصة، والذي يفترض أنه كان سبب الإنذار.. وإلا فلماذا كل هذا الضجيج إذن؟ فقط ليحظى الصناع التقليديون باعتذار رمزي - تجاري؟

يبدو أن وزارة الثقافة تريد أن توصل رسالة ما، لكن دون أن تستعمل الطريقة الصحيحة، أو على الأقل "الواضحة"، وأن الارتباك بادٍ في أكثر من موقف وتحرك لهذه الوزارة التي ينتظر منها الكثير لتقدمه للشباب وللثقافة.. وللتواصل أيضا !