ما كل شيءٍ يقال.. هاشتاغ "سر مهني" يخلط الأوراق

 ما كل شيءٍ يقال.. هاشتاغ "سر مهني" يخلط الأوراق
مروان بوسلامتي
الجمعة 27 مايو 2022 - 0:31

قوبل هاشتاغ #سر_مهني الذي انتشر كالنار في الهشيم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بالترحاب والتهليل لأنه يكشف الكثير من الخروقات التي تقع في عدد من المهن.

وكشف الخروقات والعيوب هو أمر محمود ولا شك ولا أحد يعترض عليه، لكن هل يعتبر كشف السر المهني تصرفا أخلاقيا؟ ألا يعد السر المهني أمرا مقدسا لا ينبغي إظهاره للعلن حفاظا على الكثير من المهن؟ وإلا فلماذا سميّ سرّا؟

الكثير من الحكايات التي وردت في الهاشتاغ تحكي عن أمور "جاري بها العمل" في معظم الشركات، وتعد مما يمكن أن نسميه "تحايلا مشروعا"، وهو الذي يمارسه المرء حتى داخل بيته ومع أسرته، وأحيانا حتى مع نفسه، ولو أنه كشف للآخرين لقوبل بالرفض والاستنكار.

تقول الحكمة أنه "ما كلّ شيء يقال"، وما يقال للبعض لا ينبغي أن يقال للبعض الآخر، فليس الكل على نفس الدرجة من الفهم والاستيعاب، وأن تقول مثلا أن المطاعم تفعل كذا وكذا فأنت تفتح ناراً على كل المطاعم بدون استثناء وتفقدها الكثير من زبائنها بسبب أشياء لو ظلت مستورة لكان أفضل، ما دامت في حدود "المقبول" ولا تسبب ضررا حقيقيا.

هاشتاغ "سر مهني" قد يسبب الكثير من الصراعات بين الزبائن والشركات بسبب ما سيعتقد الزبائن أنه سر اطلعوا عليه. سيصبح الشك هو الأساس، والثقة هي الاستثناء. وهذا يفسد العلاقات التجارية تماما.

هل معنى هذا أن السكون عن الخروقات كان أفضل؟

طبعا لا، إن كانت فقط خروقات حقيقية وتؤدي إلى أضرار واضحة. لكن المشكلة أنه يتم نشر الكثير من الأشياء التي اختلطت فيها الخروقات بالتصرفات العادية.. ففقد السر المهني قدسيته.

الحقيقة أن السر المهني ينبغي أن يبقى سرا مهنيا، وإن لاحظ أحد خرقاً حقيقيا فالأجدر به أن يتوجه بشكاية مباشرة للسلطات، خصوصا تلك التي تشكل خطرا حقيقيا على صحة المواطن، بدل أن يثير الرعب في صفوف المواطنين.. فهذا لا يحل المشكل بل يزيده.