عودة نتنياهو !

 عودة نتنياهو !
آخر ساعة
الجمعة 23 سبتمبر 2022 - 18:30

من المرجّح أن يتم التصويت للمتطرفين المعادين للعرب من أجل تولي مناصب قيادية في الأول من شهر نوفمبر، كما يقول بن لينفيلد مراسل شؤون الشرق الأوسط السابق في “جيروزاليم بوست” ضمن مقال له، إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن المواطنين العرب في إسرائيل، والذين يشكلون 20 في المئة من سكان البلاد، قد يمتنعون عن التصويت بدلاً من الدفاع عن مصالحهم، ووجد استطلاع حديث نُشر على موقع i24 الإسرائيلي أنه إذا أجريت الانتخابات الآن فإن 39 في المئة فقط من الناخبين العرب سيمارسون حقهم في التصويت، وهو الرقم الأدنى على الإطلاق.

وقد بلغ إقبال الناخبين العرب نسبة 64.8 في المئة عام 2020، بحسب أرقام رسمية، وكانت الأعداد منخفضة أيضًا في عام 2021، حيث وصلت إلى 45 في المئة، ويرجع ذلك أساسا إلى انقسام المجموعة العربية الرئيسية فيما بينها.

عودة نتنياهو

وفي انتخابات هذه السنة التي يُتوقّع أن تكون نتائجها متقاربة، يمكن أن تؤدي المشاركة العربية المنخفضة إلى فوز زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، الذي يترأس قائمة تضم العديد من أصوات اليمين المتطرف، وحليفه إيتمار بن غفير من حزب عوتسما يهوديت (القوة اليهودية). ولئن بدا هذا الفعل كأنه سلوك مدمّر للذات من جانب المواطنين العرب في إسرائيل، فهذا بالضبط ما هو عليه.

وهناك أسباب مشروعة لحالة عدم الاكتراث من جانب الناخبين العرب؛ أولها عدم الرضا عن الأحزاب السياسية العربية المتصدعة وقادتها المتناحرين، والإحساس بأن التهميش التقليدي لم يختف على الرغم من الإطاحة بنتنياهو في العام الماضي، وتشكيل ائتلاف يضم “حزب العربية” العربي، فضلاً عن رسائل لا تخاطب الجميع تصدرها حملة رئيس الوزراء الذي ينتمي إلى الوسط السياسي يائير لابيد. لكن تجنب الاقتراع بالكامل يمكن أن يؤدي إلى كارثة.

ويقول زهير بهلول عضو الكنيست السابق من حزب العمل إن نتنياهو وبن غفير “سينهيان الديمقراطية الإسرائيلية؛ إنها بداية عصر من الظلام، إنهم لا يؤمنون بحق العرب في العيش هنا”.

وقال بهلول، وهو مذيع رياضي مشهور قبل أن يخوض جولة في السياسة لتحسين العلاقات بين اليهود والعرب، إنه يأمل في أن يستيقظ الناخبون العرب “في اللحظة الأخيرة” ويصوتون.

ومن المؤكد أن لدى نتنياهو سببا وجيها يضطره إلى بذل قصارى جهده للفوز، والذي من المرجح أن يستخدمه في محاولة إلغاء تهم الفساد المرفوعة ضده. وكان نتنياهو يضفي شرعية غير مسبوقة على بن غفير، المعروف بين العرب بزياراته الاستفزازية إلى المسجد الأقصى الذي يقدسه اليهود كموقع لمعبد توراتي. وأكد بن غفير، الذي أُدين قبل 15 عامًا بتهمة دعم منظمة إرهابية والتحريض على العنصرية، خلال حملته الانتخابية على أنه سيرحل الأشخاص “المعارضين” للدولة، وهو تصنيف قد يشمل مواطنين عربا ونشطاء يساريين يهودا.

أما غادي غفارياهو، رئيس منظمة تاج مائير اليسارية التي تدين العنف اليهودي ضد العرب، فوصف بن غفير بأنه “الممثل الأكبر للتفوق اليهودي والإرهاب اليهودي”، مضيفا أنه إذا أصبح وزيرا للداخلية على سبيل المثال فـ”نحن نتحدث عن موقف شديد الخطورة للغاية، لم نشهد مثله من قبل”.

ومن وجهة نظر غفارياهو فإن تجاهل العرب النسبي للحملة الانتخابية هو أمر غير منطقي، ولذلك يقول “من الصعب فهم تلك اللامبالاة، آمل أن يتغير موقفهم، إنهم يطلقون النار على أقدامهم”.

حكومات لا فرق بينها

وتقول رجاء الزعتري، الناشطة في حزب الجبهة، إن تردّد العرب في التصويت مبني على اعتقاد أن سياسات الحكومة ضدهم دائماً، بغض النظر عن الحزب الذي يمتلك السلطة، مضيفة “استمرت سياسات اليمين حتى دون نتنياهو، والمشكلة هي أن الناس لا يرون فرقًا بين الحكومات؛ خلصوا إلى أنه حتى لو كان هناك حزب عربي في الحكومة فلا يمكنه تغيير أشياء كبيرة”.

وما يثير قلق المواطنين العرب هو التصاعد الأخير في أعمال العنف من قبل بعض العصابات؛ فقد باتت مناطقهم غير آمنة، ويعتقد الكثير من الناخبين أن نتنياهو لم يفعل ما يكفي لإيقاف ذلك العنف عندما كان في السلطة.

وتقول الناشطة اليسارية عيران نيسان، رئيسة جماعة “ميحخم”، “من حسن الحظ أننا لم نفقد كل شيء، فلا يزال هناك وقت لوقف اللامبالاة، وأتوقع مفاجأة إيجابية، سيخالف الناخبون العرب التوقعات”.

وتتابع الزعتري “على العرب فعل ذلك، أو أن يتعايشوا مع العواقب، أنا لا أقول إن رئيس الوزراء لابيد جيد جدًا، لكن لا يزال هناك فرق كبير بين ميرتس، وهو الحزب اليساري الذي عارض زعيمه زهافا جلون التمييز والاحتلال في الضفة الغربية، وبين بن غفير”.

لكن الكثير سيعتمد على نهج لابيد في الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية، حيث ترى نيسان أن “عليه أن يميز نفسه عن نتنياهو وأن يتخذ نهجا شاملا، وعليه أن يقول للمواطنين العرب: أنا رئيس وزرائكم أيضًا، وأنتم تستحقون أن تعاملوا كمواطنين متساوين”.

إذا لم يتم إرسال الرسالة أو سماعها، فلا يمكن توقع ما سيحصل، يمكن أن يبحث المؤرخون يومًا ما عن صعود اليمين المتطرف في إسرائيل، ويستنتجون أن انتخابات عام 2022 كانت هي نقطة التحول، وأن العرب أسهموا في ذلك، بدلاً من التصدي له.

أنقر هنا لقراءة المقال من مصدره.