بلغة الأرقام.. أسوأ مشاركة للأسود في كأس العالم كانت بمدرب مغربي !

 بلغة الأرقام.. أسوأ مشاركة للأسود في كأس العالم كانت بمدرب مغربي !
آخر ساعة
الأربعاء 21 سبتمبر 2022 - 12:13

لا أحد يحب التشاؤم، لكن الأرقام عموما لا تكذب ولا تعرف العاطفة، رغم أن كل المغاربة يتمنون أن يبصم منتخبنا على مشاركة مميزة هذه المرة في كأس العالم بقطر، خصوصا بعد تلبية رغبة الجماهير واستقدام المدرب المغربي وليد الركراكي.

ولكن، لو أننا جربنا أن نخضع الأمور للغة الأرقام والإحصائيات، فربما لن تكون الحسبة في صالحنا.

فماذا يقول التاريخ والأرقام في هذا الصدد؟

هذه هي المرة الثانية في تاريخه، التي يشارك فيها المنتخب المغربي لكأس العالم بمدرب مغربي، بعد تجربة عبد الله بليندة (رحمه الله) في كأس العالم بأمريكا سنة 1994.

وللأسف لا توجد أرقام كافية تمكننا من الحكم أو المقارنة الجيدة، لكننا مع ذلك سنحاول: فعدد المرات التي تأهل فيها المغرب إلى كأس العالم محدودة، حيث في سنوات 1970، 1986، 1998، 2018 كان المدرب أجنبيا، وفي سنة 1994 كان المدرب مغربيا.

وبالتالي فالمرة الوحيدة التي تتيح لنا المقارنة هي مشاركة سنة 1994 بأمريكا، وهي مشاركة لم تكن سيئة جدا، لكنها أيضا لم تكن موفّقة، وللأسف هي المشاركة الوحيدة التي عاد منها المغرب بصفر نقطة !

نعم، لغة الأرقام تقول أن أسوأ مشاركة للمنتخب كانت بمدرّب مغربي، أي سنة 1994، ففي سنة 1970 كان المدرب هو اليوغوسلافي بلاغوي فيدينيتش وعاد المنتخب بنقطة وحيدة، وفي سنة 1986 حقق إنجازا وتأهل للدور الثاني تحت قيادة المدرب البرازيلي خوسي فاريا، وفي سنة 1998 عاد بـ4 نقاط رغم الإقصاء رفقة المدرب الفرنسي الراحل هنري ميشيل، وأخيرا في سنة 2018 عاد أيضا بنقطة مع المدرب الفرنسي هيرفي رونارد.

هل هذا يعني أن المدرب الأجنبي أفضل؟

ليس بالضرورة، فهناك إجماع على تجربة وليد الركراكي وقدراته، مقابل مؤاخذات لا بد من أخذها بعين الاعتبار والاستعداد لها كي لا تؤثر على مسيرة المنتخب.

فوليد الركراكي مدرب مغربي وشاب، والعنصران معاً قد يجعلان عددا من اللاعبين يتعاملون معه ببعض الاستسهال، كي لا نقول الاستهانة. وهو عنصر نفسي خطير قد يؤثر على اللاعبين الآخرين، وربما الركراكي نفسه.

يجب أن يفهم كل اللاعبين أن للركراكي نفس سلطة المدرب الأجنبي، وأن ما ينطبق على السابقين ينطبق عليه، فمنح السلطة الكاملة لمدرب الوداد السابق حتميّ ولا مناص منه، كي يستطيع أن يمارس الصرامة اللازمة ويكون صاحب القرار، كي لا تختلط الأمور ونحن في مرحلة حرجة جدا قبل كأس العالم.

كل هذه الرسائل الخفية ينبغي أن يكون لجامعة الكرة يد في تمريرها إلى كل اللاعبين، بحيث يجتهد المقصرون، ويزيد المتفوقون في جهدهم.. وإلا فإن أغلب الهزائم، كما يعرف أهل الحلّ والعقد، تأتي للأسف من الداخل.