جرائم غامضة.. حكاية مصرع المطربة المغربية سميرة مليان التي هزّت مصر

 جرائم غامضة.. حكاية مصرع المطربة المغربية سميرة مليان التي هزّت مصر
آخر ساعة
الثلاثاء 13 سبتمبر 2022 - 18:49

هي مطربة مغربية لا يعرف عنها جيل اليوم خصوصا الكثير، فقد رحلت صغيرة السن وفي ظروف مؤسفة وغامضة جعل اسمها لا يتردد كثيرا إلا من حين لآخر، لا سيما إذا ذكر الملحن المصري الراحل بليغ حمدي.

 بدأت القصة بحلم ورغبة..

حلم الشابة المغربية سميرة مليان بالغناء ورغبتها في الشهرة في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات، وأن يكون ذلك على يد الملحن الذي طبقت شهرته الآفاق بليغ حمدي.. فسميرة سعيد وميادة الحناوي ليسا أفضل منها في شيء.

ظلت سميرة تداعب حلمها بطرق بسيطة من خلال التدرب وتسجيل الأغاني على "الكاسيت"، والذي كان حتى في ذلك الوقت وسيلة لا تتوفر للكثيرين.

لكن هذا الحلم ارتطم بصخرة الواقع. والواقع كان وقتها هو رفض أسرة وعائلة سميرة للفكرة، والتنفيذ كان بتزويج سميرة وهي ابنة 18 سنة.

تزوجت سميرة إذن وأنجبت طفلين، لكن الإصرار على تحقيق رغبتها بقي يطاردها كــحلم ملحّ... أو ككابوس !

وفي يوم من الأيام، وكانت وقتها في 23 من عمرها، ودون سابق إنذار، اتخذت سميرة قرارها تاركة كل شيء خلفها، فحصلت على الطلاق وسافرت إلى فرنسا، حيث بدأت تغني هناك في الحفلات وحصلت على شهرة لا بأس بها، وعلى الجنسية الفرنسية أيضا.

في هذه اللحظة، ظهر في حياة سميرة مليان منتج فني خليجي غريب اسمه "عبد المجيد تودري"، شخص ثري تقليدي تمكن من إقناعها بقدرته على تحقيق حلمها، واعدا أنه سيقربها من الوسط الفني المصري بفضل علاقاته في مصر.

.

وبالفعل، أوفى تودري بوعده وأدخلها الوسط الفني من أوسع أبوابه، عن طريق الموسيقار الشهير بليغ حمدي، الذي كان يقيم في بيته حفلات موسيقية من حين لآخر، بحضور كل نجوم ومشاهير المجتمع آنذاك، وهو ما كان يعني لسميرة أن باب الحلم الذي ظل موصدا لسنوات سيفتح أخيرا.. وقد كان ذلك ولو لفترة.

فقد نال صوت سميرة وأداءها إعجاب الحضور في بعض حفلات بليغ حمدي، ونال استحسان بليغ نفسه وإلا ما كان ليخصص لها مكانا في "مسرحه" البيتي.

وفي أحد الأيام من أيام سنة 1984، وبينما كان بليغ حمدي يقدم مطربته الجديدة إلى جمهوره، اعتذر منهم لأنهم يرغب في النوم وغادرهم إلى غرفته (ويقول مقربون منه أنها كانت واحدة من عاداته).

مضى وقت غير محدد بعد ذلك، قبل أن يسمع الجميع أصوات صراخ وجلبة، تبعه خروج بليغ من حمدي من غرفته وهو يصرخ أنه تم العثور على جثة سميرة ملقاة تحت نافذة غرفته في الحديقة.. عارية تماما !

إثر هذا، تضاربت الأقوال وتناقضت بين من قال أن الراحلة انتحرت (دون دليل طبعا)، وآخرون وجهوا أصابع الاتهام إلى الراحل بليغ حمدي (دون دليل دائما).. وقصص أخرى يصعب أن يتم تصديقها دون دليل، لكن ما اتفق عليه الشهود أن سميرة غادرت الحفل فعلا بعد ساعات ولم تعد.. قبل أن يتم اكتشاف جثتها.

بالنسبة للثري الخليجي عبد المجيد تودري فيقال أنه غادر مصر إلى دولته بجواز سفر دبلوماسي ليختفي نهائيًا كأنه لم يكن.

بينما قضى بليغ حمدي أياما عصيبة جدا، واضطر للهجرة إلي باريس لمدة 5 سنوات، هربًا من التهم الموجهه إليه، قبل أن يعود بعد أن هدأت الضجة وتأكده أن القضية قيدت ضد مجهول ويمكث هناك إلى حين وفاته.

يذكر أنه في سنة 1985، أي عاما واحدا بعد الحادثة، تم تصوير فيلم من بطولة إلهام شاهين يحكي قصة المطربة المغربية تحت عنوان "موت سميرة".

وأيا كان ما حدث.. فإن حكاية سميرة مليان ستبقى واحدة من القضايا التي ظل الغموض يلفها إلى يومنا هذا، بعد مرور حوالي 4 عقود تقريبا.