الإقصاء من كأس العالم 1998.. عندما فطرت المؤامرة والحكم قلوب المغاربة

 الإقصاء من كأس العالم 1998.. عندما فطرت المؤامرة والحكم قلوب المغاربة
آخر ساعة
الثلاثاء 13 سبتمبر 2022 - 9:21

قد تكون واحدة من أكثر الذكريات الرياضية إثارة للحزن والحسرة في تاريخ كرة القدم المغربية، بعد أن جاء الإقصاء صادما ومرتبطا بتآمر من طرف منتخبين كبيرين هما البرازيل والنرويج، إضافة إلى حكمٍ قرر أن يعلن عن ضربة جزاء من وحي خياله.

الزمن: يونيو 1998، والمكان هو فرنسا، أما المناسبة فهي أكثر المناسبات الرياضية شعبية وشهرة في العالم طبعا: كأس العالم.

بدأت المنافسة بشكل حماسي بعد أن أظهر المنتخب المغربي تفوّقا ملحوظا في المباراة الأولى على نظيره النرويجي، ولو أنه للأسف لم ينعكس على النتيجة التي انتهت بالتعادل هدفين لمثلهما، بل إن أولهما كان ضد المرمى بعد رأسية خاطئة من لاعب خط الوسط يوسف شيبو.

الأداء المبشر جعل الجماهير المغربية تلتفت أكثر وأكثر إلى المنافسة، وعيون كل المغاربة تتجه نحو فرنسا، انتظاراً لنتيجة أفضل أمام بلد الصامبا.

لكن، على عكس المتوقع، كانت النتيجة سلبية جدا وانهزم المنتخب بـ3-0، دون أن ينال حظا كبيرا من الانتقاد لأن النتيجة كانت أيضا طبيعية.. فنحن في آخر المطاف نتحدث عن برازيلٍ يقود الظاهرة رونالدو !

في هذه اللحظة كان المنتخب النرويجي (المنافس الأكبر للمنتخب على المركز الثاني)، قد أنهى مباراته بالتعادل أمام المنتخب الاسكتلندي.

نحن الآن أمام وضع معقد ومفتوح أمام المنتخبات الثلاث التي تمتلك نفس الحظوظ في التأهل، فالبرازيل لديها 6 نقاط بعد انتصارين، والنرويج نقطتان، والمغرب واسكتلندا نقطة واحدة.

كان على المنتخب أن ينتصر وأن ينتظر نتيجة مباراة البرازيل والنرويج، والتي كانت تميل التوقعات فيها بقوة طبعاً لصالح البرازيل، وقد فعل اللاعبون أكثر مما هو مطلوب وأنهوا المباراة فعلا بانتصار كبير بثلاثة أهداف لصفر، هدفان للاعب صلاح الدين بصير، وهدف لعبد الجليل كماتشو.

وهنا، كان اللاعبون والجماهير المغاربية على موعد مع "مؤامرة" من نوع خاص، فبعد أن كان المنتخب البرازيلي منتصراً بهدف لصفر، ومع تبيّن تفوق المنتخب المغربي على اسكتلندا، بدأت الأمور تتغير، وتراخى المنتخب البرازيلي بشكل غريب، مما جعل المنتخب النرويجي ينجح في إحراز التعادل.

وحتى هذه اللحظة كان المنتخب المغربي متأهلا، لكن كرة طائشة عالية أرسلت نحو منطقة الجزاء، ولاعباً نرويجيا اسمه "فلو" يتظاهر بالسقوط داخل المستطيل، وحكماً مستعدا لإطلاق صفارته، كلها عوامل جعلت اللقطة تنتهي بالإعلان عن ضربة جزاء خيالية، وبالتالي انتهت المباراة بانتصار النرويج وحصوله على النقاط الخمس، وإقصاء المنتخب المغربي.

كانت لحظة حزينة جدا بعد أن كان التأهل إلى الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخ المنتخب قاب قوسين أو أدنى، لكن كان لمنتخبي البرازيل والنرويج والحكم رأي آخر.

يتذكر المغاربة الذين تابعوا تلك الكأس هذه اللحظات بأسى كبير لأن منتخب "بصير وحدي والنيبت" كان فعلا واحد من أقوى المنتخبات التي مرت عبر تاريخ الكرة المغربية، ولو كان "سُمح" له بالتأهل حينها لكان بلغ أدوارا متقدمة جدا.. ويبدو أن هذا ما لم يرده أحد !