الأمونيا الخضراء.. ثروة خضراء تفتح الطريق لثورة اقتصادية أمام المغرب ابتداءً من 2024

 الأمونيا الخضراء.. ثروة خضراء تفتح الطريق لثورة اقتصادية أمام المغرب ابتداءً من 2024
آخر ساعة
الأحد 11 سبتمبر 2022 - 20:08

يتزايد الطلب عالميا على الأمونيا الخضراء المستخدمة في إنتاج الأسمدة وموادَّ أخرى، وتعد وسيلة لتقليل الانبعاثات الكربونية.

ويتجه حاليا عدد كبير من أصحاب مصانع الأسمدة إلى إدراج الأمونيا الخضراء ضمن عملية التطوير المستهدفة لمصانعهم؛ لضمان نفاذ منتجاتهم إلى السوق الأوروبية خصوصا، والعالمي عموما.

وفي المغرب، يعد المكتب الشريف للفوسفاط أكبر مستهلكي هذه المادة، وتتزايد حاجته إليها يوماً عن يوم، لهذا فإن المملكة المغربية تخطط لكي تكون واحدا من أكبر منتجي هذه المادة، للاستهلاك المحلي والتصدير أيضا، على الصعيد الإقليمي والعالمي.

وفي هذا الصدد، أعلن أوائل شهر شتنبر الجاري، عن تحقيق تقدم كبير في مشروع المصنع التجريبي لإنتاج الأمونيا الخضراء في المغرب، بعد أن حصلت شركة الهندسة الصناعية الهولندية "بروتون فنتشرز" على قرض من صندوق الاستثمار الهولندي "إنفست إنترناشيونال"، بدعم من مؤسسة Atradius DSB ، لتنفيذ المشروع.

ووفق موقع "Global Trade Review"، فإن "بروتون فنتشرز" كانت قد وقعت عقدا في 19 يوليوز من هذه السنة، مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، لبناء مصنع الأمونيا الخضراء بمجمع المكتب الشريف للفوسفاط في الجرف الأصفر.

وأضاف الموقع أنه من المرتقب أن تبدأ مرحلة استغلال المصنع في الربع الأول من عام 2024، وها هو ما يعتبر فرصة ذهبية للمملكة في إنتاج الأمونيا الخالية من الكربون سواء لاحتياجاتها الخاصة، أو للتوجيه نحو التصدير، خاصةً أن الأمونيا مادة سهلة النقل.

وبمجرد اكتماله، من المتوقع أن ينتج المصنع أربعة أطنان يوميًا من الأمونيا الخضراء، ولإنتاج الهيدروجين أيضا، سيتم تجهيزه بمحللين كهربائيين بسعة 2 ميجاوات لكل منهما، يستمدان الطاقة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

ونقل المصدر ذاته عن الرئيس التنفيذي لشركة إنفست إنترناشونال، جوست أورثويزن، قوله "يسعدنا تمويل هذا القرض لأنه يسعى إلى تعزيز النمو الاقتصادي للمغرب ، مع جعل البلاد مركزًا قاريًا للإنتاج المستقبلي للهيدروجين الأخضر".

وزاد "بما أن أوروبا ستحتاج في المستقبل إلى جلب الطاقة من الخارج، فإن المغرب مكان رائع لإنتاج الهيدروجين على نطاق واسع حيث أنه يحتوي على الكثير من الرياح والشمس والأراضي، وهو ما لا نمتلكه في شمال أوروبا".

ويضيف أورثويزن: "يُنظر إلى الأمونيا على أنها ناقل مثالي للطاقة، لأنها يمكن أن تخزن وتنقل كميات كبيرة من الطاقة بطريقة فعالة، مما يعني أن المنشأة ستسهل المزيد من التوسعات داخل وخارج المغرب".

يذكر أنه، مثل الهيدروجين، يمكن استخدام الأمونيا غازا، وتُظهر الأبحاث أن لديها إمكانات بوصفها حلًا لإزالة الكربون عن الشحن البحري.

وعلى عكس الكهرباء التي تنتجها الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، تُخزّن الأمونيا الخضراء، وتُنقل بسهولة.

يذكر أن الأمونيا هي عبارة عن مركّب يتكون من ذرة نيتروجين واحدة (82%) و3 ذرّات هيدروجين (18%)، ورمزها الكيميائي هو   NH3، وهي غاز ذو رائحة قوية يُستخدم على نطاق واسع في صناعة الأسمدة الزراعية.

وفضلًا عن الزراعة، تُستخدم الأمونيا كذلك في صناعة المستحضرات الطبية والنسيج والصناعات المعدنية والمنظّفات المنزلية والمبيدات الحشرية وغيرها.