حان الوقت لكي يتوقف الناس عن معاملة أنفسهم مثل الأطفال. إذا تم وضع علامة (18+) على عمل فني سينمائي، فيمكن أن يحتوي على كل ما يحتاجه المؤلف ليروي القصة من الشتائم وصولا إلى "الانحرافات الجنسية"، وكلها جزء من حياتنا، وتتطلب من الفنانين فهمها، بدون محادثة مفتوحة حول المشاكل الخطيرة والأفراح اليومية والأزمات في العلاقات ومحاولات بناء الحدود، لأن الرقابة السينمائية شيء والتلفزة شيء آخر تماما.
المشاهد الجنسية في السينما هو مستوى مختلف تمامًا، ولن يجرؤ الجميع على الوصول إليها، لأنه ببساطة السينما هي مكان عام و في نفس الوقت مكان خاص لاختياراتك ونزواتك الفنية.
أي مُخرج سيكون قادرًا على إلقاء ممثليه فوق السرير بحماقة، سيظل الشباب ينظرون إلى الأجساد العارية، سواء تم تصويرها "بموهبة" أو كانت متواضعة: علم وظائف الأعضاء، ذروة النشاط الجنسي والمكابح الضعيفة.
الشيء الرئيسي هو أنه رغم علم الناس بتصنيف الفيلم هناك الكثير والكثير من المستهلكين لمثل هذه الأفلام كما لاحظ العديد من المؤلفين والمخرجين المغاربة. صناعة السينما لدينا بها نطاقات متطرفة، وأحيانًا جنسية من الناحية العملية، وأحيانًا تكون محظورة حصريًا على الحياة الجنسية، تحتاج إلى البحث عن نوع من الوسط أو ما شابه، ولكن هنا تحتاج إلى أن تفهم أن السينما هي صناعة، فهي تجني المال، لذلك هناك دائمًا طلب لمثل هذه الأفلام.
يقوم المخرجون / كتاب السيناريو بتضمين مثل هذه المشاهد في الأفلام عن عمد. على ما يبدو، يتبع المخرجون الطريق الأسهل، حيث لا يجدون طرقًا أخرى لجذب انتباه المشاهد، سوى عرض المشاهد الجنسية.
يجب أيضًا أن نأخذ في الاعتبار حقيقة أنه لا يوجد عمليًا تربية جنسية في مدارسنا المغربية أو حتى داخل الوسط العائلي، لذلك يمكن أن تكون السينما بديلاً جيدًا لمثل هذا التعليم، شريطة أن يكون التصوير السينمائي جيدا ويستهدف طريقا إرشاديا وتعليميا.
لكن المشاهد الجنسية في التلفزة غير مقبولة بل ومحظورة على الإطلاق، هنا يجدر بنا الوقوف عند الرقابة بحزم شديد، لأن التلفزة هي نافذة أسرية وخزان من المعلومات السمعية والمصورة التي تستقطبها جميع الفئات العمرية، وبالتالي هذا لا يفسد الشباب فحسب، بل يفسد أيضًا الناس من جميع الأعمار بل يهدم مفهوم الأسرة ويضرب بالأيديولوجيات (الدين، الأسس الأخلاقية، وإضفاء المشروعية) عرض الحائط، وإلا سنصبح فقط حيوانات تسترشد بالغرائز في الحياة.
المشاهد الجريئة في التلفزة هي تهور وتوقف تطور الروح. الآن يتم إدراج بعض الأجندات الجدية السامة حتى في الرسوم المتحركة.
إذا رأى الطفل، وخاصة الصبي، هذه المشاهد حتى سن معينة، فإنه يتوقف عن رؤية قيمة في الحياة، نفسيته تتعفن ببطئ ولا يتطور كرجل حقيقي.
لذلك، فإن إدراج المشاهد الجريئة في التلفزة يعني بالضرورة التلاعب بنا بمهارة وتشتيت انتباهنا عن القيم الحقيقية: الحب، الإخلاص، السعادة، الأسرة، التهذيب، الحشمة، الرزانة، الطهارة، العفة، التثقيف، التربية والاصلاح، حيت يتم نقل مفهوم الأبوة والأمومة وكل ما تم ذكره إلى المستوى الأكثر بدائية، وبذلك تنكسر كل تلك القيم وتتلاشى على خلفية ما يسمى "بالحرية الفنية".
أخيرا، السينما لا تنادي عليك. أنت من يختار ما سيشاهد برغبتك ووعيك. كإنسان بالغ لا ينبغي عليك أن تناقش المشاهد الجنسية في السينما المغربية، لأنك قد تعارض ذلك اليوم صباحا، وتحتج، وتستهجن وتستقبح، وفي نفس الليلة قد تزور أحد المواقع الاباحية بكل إقدام و اندفاع وتحمس، علما أنه لا توجد رقابة على هذه المواقع، وهي تعرض كل شيء بطريقة مكشوفة ولا تكترث إذا كان عمرك 30 سنة أو 22 سنة أول حتى 13 سنة، وسبيل الوصول إليها عن طريق الهواتف الذكية واللوحات الالكترونية سهل وفي متناول أيدي شبابنا وصغارنا دون رقابة جدية أسرية، وهذا هو الخطر باهظ الثمن.