الحكومة المغربية: لا تنظروا إلى "الغلاء" !

 الحكومة المغربية: لا تنظروا إلى "الغلاء" !
عبد الواحد استيتو
الثلاثاء 24 مايو 2022 - 13:27

عندما بدا النيزك واضحا للعيان في سماء الولايات المتحدة الأمريكية، أطلقت رئيسة هذا البلد رفقة أنصارها شعار "لا تنظروا إلى السماء".

سيهوي النيزك وستهلكون جميعا، وهذا لا يحتاج إلى دليل لأنه فوق رؤوسكم وترونه بأعينكم، لكن السياسيين لا يتغيرون في كل زمان ومكان، لذا فالحل موجود دائما والكلام المعسول الذي يخالف الواقع دائما هنا كي يمارس الديماغوجية الأزلية.

هذا ما حدث طبعا في فيلم "لا تنظروا إلى الأعلى"، (أو "لا تنظروا إلى السماء")، والذين تابعوه يفهمون جيدا أن الحكومة المغربية التي يرأسها الآن عزيز أخنوش، الذي أطلق عليه الفيسبوكيون اسم "أبو الغلاء المُعرّي"، لا تكف عن الصراخ في كل لحظة "لا تنظروا إلى الأسعار".. وفي كل مرة بطريقة مختلفة.

فعندما خرج عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، بمقولة "الله غالب"، قبل فترة، بعد أن عزا ارتفاع الأسعار إلى الجفاف، لم تنجُ حينها حتى إرهاصات الحرب الروسية الأوكرانية منه، عندما ضمنها في حديثه كسبب لهذا الارتفاع، رغم أنها لم تكن انطلقت بعد.

والآن، تتواصل موجة الغلاء التي تطال جل المواد الغذائية خصوصا الأساسية منها، إضافة إلى المحروقات التي يبدو أنها  لا تعرف خطّ رجعةٍ أو توقف، بل هو ارتفاع متواصل لا رادّ له.

يبدو كذلك وكأن هذه الحكومة دورها هو التمني، مثل المواطن بالضبط، ولا تقدم أي حل على الإطلاق. فالحكومة تتحدث عن المضاربات أو التصدير إلى الخارج، أليست هذه  أمور تحت سيطرة الحكومة؟ أم أنها تجري في بلد آخر لا نعلمه؟

ثمّ، أليس دور الحكومة هو هذا بالضبط: أن تتدخل بحلول إبداعية في الأوضاع الصعبة؟ أم أنها عاجزة كالمواطن ودورها هو الانتظار والرجاء، والبحث عن الأعذار؟

إن استمر الحال على هذا المنوال، فأكيد أن المواطن سيفقد أمله نهائيا في الحكومة، كآلية تنفيذية وتشريعية، أهم أدوارها أن تفعل هذا الدور بنجاح ونجاعة.. وإلا فستصبح أخبار اغتناء هذا الوزير أو ذاك هي الجديد الوحيد الذي يمكن للمواطن أن يسمعه.

عموما، أظن الحل سهل لكننا لا نريد تطبيقه... فقط "لا تنظرو إلى الغلاء"، وسيكون كل شيء بخير.