وصلت بلاغات البوليساريو العسكرية لرقم 618 و في كل بلاغ تصرح الجبهة أن وحداتها كبدت الجيش الملكي المغربي خسائر فادحة.
و أي دولة تتعرض لهذا الكم من "الخسائر" من حقها أن تتخذ كافة الإجراءات الملائمة لتقليل خسائرها.
ماذا لو صدق المغرب بلاغات الجبهة العسكرية، و قرر سد الباب الذي تأتيه منه رياح "الخسائر" الفادحة التي تتكبدها قواته حسب بلاغات الجبهة العسكرية؟.
معلوم أن مراكز دعم و إسناد وحدات البوليساريو موجودة داخل التراب الجزائري، و حتى المقاتلين يأتون من الجزائر حيث توجد عوائلهم في مخيمات تيندوف.
و معلوم أن الحدود التي رسمتها الجزائر مع البوليساريو منذ قرابة سنتين تقارب الــ"50" كلم. و هي حدود الإقليم مع الجزائر. منها أزيد من "35" كلم يغطيها الحزام الدفاعي المغربي من جهة المحبس.
يعني أن الباب الذي تأتي منه رياح "الخسائر" الفادحة للمغرب لا يتعدى 15 كلم. و هي الحدود المتبقية مع الأراضي الجزائرية لم يشملها الحزام الدفاعي المغربي الممتدة من النقطة المسمات اصطلاحا "الرينكون" إلى "ملتقى الحدود الجزائرية الموريتانية مع الإقليم.
ماذا لو أعلن المغرب أنه إذا لم تتوقف البوليساريو عن "إستهداف" قواته. و لم تضبط الجزائر حدودها، فإنه سيستكمل حزامه الدفاعي ليغطي المتبقي من الحدود مع الجزائر؟؟؟؟.
ألن تصبح الجزائر قبل البوليساريو في مأزق شديد!!!!. وهي التي يسوق إعلامها يوميا لبلاغات حرب البوليساريو.
أليست شهادة الإعلام الجزائري كافية لتكون حجة للمغرب لاستكمال حزامه الدفاعي مع الجزائر التي ينطلق منها مقاتلي الجبهة لاستهداف قواته؟.
إذا نفذ المغرب تهديده و حقه الطبيعي في الدفاع عن النفس، و أغلق ثغرة 15كلم المتبقية مع الجزائر كما فعل في الكركرات في 13 نوفمبر 2020. ألن تجد الجزائر نفسها بين خيارين مؤلمين:
- ابتلاع البوليساريو و نزع سلاحها الذي لم يعد مفيدا، لاستحالة إثبات أن رصاصة منطلقة من داخل الاراضي الجزائرية ضد هدف مغربي أنها ليست رصاصة جزائرية.
- إعلان الحرب على المغرب دون وجه حق على اعتبار أن المغرب لم يعتدي على أي شبر من الأراضي الجزائرية. و أن الجزائر تدعي صباح مساء أن لا أطماع لها في الصحراء و أنها ليست طرف معني بالنزاع.
هل سيقال عن الخطوة الدفاعية المغربية إذا ما حصلت أنها تشكل تهديدا خطيرا لاستقرار المنطقة، و لا يقال أن بلاغات البوليساريو العسكرية عن هجماتها اليومية على القواعد المغربية و تسويق الإعلام الجزائري لها ليست تهديدا؟.
إذا ما هدد المغرب بهذه الخطوة بالتأكيد سيسارع العالم نحو إيجاد حل للنزاع قبل أن يتحول إلى كرة ثلج تدعس على الجميع شمالا و شرقا و جنوبا، و تعمق أزمة العالم فوق ماهي متأزمة.
*(النقطة الحمراء في الخريطة المرفقة تشير إلى منطقة الرينكون التي انعطف عندها الحزام الدفاعي المغربي شمالا في اتجاه قطاع تويزكي).