كشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن المغرب يتوفر على أعلى متوسط للعمر بالقارة الأفريقية، إلى جانب تونس والجزائر، بمعدل بلغ 76 عاما.
ووفق ذات التقرير، الذي همّ التغطية الصحية الشاملة في أفريقيا، فإن متوسط الأعمار ارتفع في القارة السمراء بمعدل عشر سنوات لكل فرد، حيث انتقل من 46 سنة إلى 56 سنة بين عامي 2000 و2019، بفضل تحسن الخدمات الصحية الأساسية، حيث انتقلت من 24% إلى 46%.
ولفتت منظمة الصحة العالمية الانتباه إلى تأثير جائحة كورونا على هذه الأرقام، موردة أنها قد تسجل تراجعا ملحوظا، خاصة أن 90% من الأشخاص الذين شاركوا في الاستطلاع الذي أنجزته المنظمة السنة الماضية، "أقروا بتسجيل اضطرابات متفاوتة في الخدمات الصحية الأساسية، خاصة التطعيم وعدم القضاء على أمراض المناطق المدارية المهملة وخدمات التغذية".
التقرير ذاته عزا ارتفاع متوسط الأعمار في أفريقيا إلى مجموعة من العوامل، أبرزها تحسن الخدمات الصحية الأساسية في عدة دول، وإحراز تقدم ملموس في الصحة الإنجابية وصحة الأم والوليد والطفل، وأيضا بالنسبة إلى مكافحة الأمراض الفيروسية المعدية، مسجلا ضعف التمويل الحكومي للخدمات الصحية في بعض دول القارة السمراء، كالجزائر وجنوب إفريقيا وبوتسوانا والغابون وجزر الرأس الأخضر واسواتيني والسيشل.
من جانبها، أوردت الدكتورة ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا، أن الارتفاع المسجل في متوسط العمر المتوقع خلال العقدين الماضيين "هو دليل على حملة المنطقة الإفريقية لتحسين صحة السكان".
كما أكدت المتحدثة أن المزيد من الناس يعيشون حياة أكثر صحة وأطول عمرا، مع وجود تهديدات أقل للأمراض المعدية وإمكانية أفضل للحصول على خدمات الرعاية والوقاية من الأمراض، مشددة على ضرورة ألا يتوقف هذا التقدم.
كما حذرت من أنه، ما لم تعزز البلدان تدابير مكافحة خطر الإصابة بالسرطان وغيره من الأمراض غير المعدية، "فقد تتعرض المكاسب الصحية للخطر، خصوصا أن جائحة كورونا أظهرت مدى أهمية الاستثمار في الصحة بالنسبة لأمن الدولة".
ودعت مويتي حكومات الدول الأفريقية إلى الاستثمار أكثر في قطاع الصحة والاستعداد للتصدي بشكل مباشر لمسببات الأمراض.