من أجل قانون يمنع التصفيقات.. هكذا يتفوّه السياسيون المغاربة بالكثير من الهراء

 من أجل قانون يمنع التصفيقات.. هكذا يتفوّه السياسيون المغاربة بالكثير من الهراء
آخر ساعة
الثلاثاء 9 أغسطس 2022 - 19:37

تقول حكمة سياسية غربية: أقنع الناس بالمنطق، إن لم تستطع فبالقانون.. إن لم ينجح الأمران فاضرب الطاولة !

لكن في المغرب، نتمنى حقا أن يتوقفوا عن تطبيقها، لأن التصفيقات التي تلي ضرب الطاولة ترفع درجة حرارة الرأس.. ثم تحمل معها الكارثة.

صحيحٌ أن السياسة هي فنّ الممكن، وأن الهفوات واردة فيها بشكل دائم، لكنها ينبغي أن تكون هفوات "مدروسة" كي ينال عليها صاحبها أجرَ الاجتهاد، وإلا فإنها ستكون فعلاً حفرة يلقي فيها السياسي حزبه، وربما حكومته، في دوامة التعديل، وربمّا التغيير الكلّي.

عندما يفكر السياسي جيدا فيما سيقوله، يكون لقوله وقع مختلف، ويكون لدفاعه عمّا تفوه به منطق قد يجعل الكثيرين يعودون عن معارضته، وربما يعذرونه.

فمتى تبدأ الخطورة إذن؟

تبدأ عندما "يسخن" رأس السياسي، ويلقي كلاما يعتقده عفويا ورائعا، فيفسد الأمور بدل أن يصلحها، ولا تأتي هذه "السخانة" إلا من الجماهير... الجماهير التي تصفق.

فبالاطلاع على أغلب الفيديوهات التي تورّط فيها سياسيون مغاربة في تصريحات استفزت المغاربة، وصبت الزبت على النار في أكثر من موقف أو حملة احتجاجية، نجدها أنها جاءت بعد تصفيقات الأتباع الذين لا يستمعون في الغالب إلى ما يقال، بل إلى اللحن الذي يقال به.

لهذا، فإن السياسي يكون في أمان الله وهو يلقي خطابه، قبل أن تبدأ التصفيقات التي تليها تصفيقات، مما يجعل المنطق يغيب عنه تدريجيا، فينتقل إلى مرحلة الارتجالية، وما أدراك ما الارتجالية لدى عدد من السياسيين في المغرب، بل حتى زعامات بعض الأحزاب.

إن الارتجالية العاطفية، المبنية على تفاعل المتعاطفين الذين يعتقدون أنها واجب جماهيري يعفي السياسي من الإحراج، هي كارثة حقيقية في العقد الأخير خصوصا من تاريخ السياسة المغربية.

الأمثلة كثيرة للسياسيين الذين ورطتهم التصفيقات في تصريحات خرقاء ألّبت عليهم الشعب، وجعلت بعضهم يندمون عليها فعلا، ويحاولون مراجعة أقوالهم أو تفسيرها، لكن هيهات.. عندما تغضب الجموع يصعب استرضاؤها من جديد.

وعليه، فإن التصفيقات غير المبررة، التي هدفها ترضية السياسي، وإقناعه أننا "تانسمعوك ومتبعين معك"، هي وسيلة سيئة جدا فعلا للتعبير في السياسة المغربية، ويا ريت يتم الاستغناء عنها إلا فيما ندر.. أم أن الأمر يتطلب قانونا لذلك؟