العثور بالمغرب على آثار توثق لحظة مفصلية في تاريخ الحياة على الأرض تعود إلى نحو 540 مليون سنة

 العثور بالمغرب على آثار توثق لحظة مفصلية في تاريخ الحياة على الأرض تعود إلى نحو 540 مليون سنة
آخر ساعة
الثلاثاء 5 أغسطس 2025 - 16:23

في اكتشاف علمي بارز، وثّق فريق دولي من الباحثين موقعًا أحفوريًا جديدًا في منطقة الأطلس الصغير الغربي بالمغرب، يُعدّ من أندر الشواهد الجيولوجية على الانتقال بين العصر الإدياكاري والعصر الكمبري، وهي الفترة التي شهدت ظهور أولى أشكال الحياة الحيوانية المعقّدة على كوكب الأرض، قبل نحو 540 مليون سنة، وفق بحث صادر عن مجلة "Science Direct".

ويمثل هذا الموقع نافذة فريدة على لحظة محورية في تاريخ الأرض، حيث تعايشت كائنات رخوة بدائية – تنتمي إلى العصر الإدياكاري – مع أولى آثار الكائنات الحيوانية التي بدأت في ترك بصماتها الحركية على سطح قاع البحر، وهو ما يشكّل دليلاً جيولوجياً نادرًا على التداخل الزمني بين نمطين من الحياة متعددة الخلايا.

وقد توصّل الباحثون إلى هذا الاكتشاف بعد دراسة مفصلة للطبقات الرسوبية في المنطقة، حيث عُثر على هياكل قرصية الشكل تعود لأجناس مثل Aspidella وNimbia، بالإضافة إلى آثار حيوية لحيوانات بدائية تظهر على شكل أنفاق أفقية وعمودية وحركات سطحية نُقشت على الرمال البحرية.

كما تم توثيق ما يُعرف بـ"الهياكل المرتبطة بالأغشية الميكروبية " (MRS)، والتي كانت تلعب دورًا بيئيًا مهمًا في تثبيت التربة وتوفير بيئة مناسبة لنمو الكائنات الحية الدقيقة.

ويشكّل هذا الاكتشاف مساهمة مهمة في النقاش العلمي حول أسباب اختفاء الكائنات الإدياكارية وظهور الحيوانات المتقدمة.

فبينما ساد الاعتقاد سابقًا أن تلك الكائنات انقرضت بسبب كارثة بيئية أو انقراض جماعي، تُرجّح نتائج هذا البحث نظرية "الاستبدال التطوري"، أي أن ظهور الكائنات الحيوانية المعقدة كان نتيجة تطور تدريجي وابتكارات بيولوجية سمحت لها بالتفوّق على أسلافها الرخوة، من دون أن يتطلب ذلك انقراضًا مفاجئًا.

وتبرز أهمية الموقع المغربي أيضًا في كونه يقدّم أوّل سجل جيولوجي واضح في المنطقة يوثّق هذا التحول، مما يضع المغرب في صدارة الدول التي تساهم في إعادة رسم مشهد الحياة المبكرة على الأرض.

وقد أشار الباحثون إلى أن هذا الموقع قد يحدث تحولاً في فهمنا لكيفية نشوء التنوع البيولوجي، ويساعد على ملء الفجوات الزمنية في سجل الحفريات العالمي.

البحث نشر بمشاركة عدد من العلماء من المغرب ودول أخرى، بدعم من جامعة القاضي عياض في مراكش، ويؤكد، وفق مجلة "ساينس دايركت"، مجددًا، أن الأراضي المغربية لا تزال تخفي كنوزًا جيولوجية وعلمية لم تكتشف بعد.