من جامع خردة إلى إمبراطور عقارات في مدريد.. قصة نجاح المغربي محمد المدني بإسبانيا

 من جامع خردة إلى إمبراطور عقارات في مدريد.. قصة نجاح المغربي محمد المدني بإسبانيا
آخر ساعة
الأحد 20 يوليو 2025 - 13:29

تحوّل محمد المدني، الطفل المغربي الفقير الذي جاء إلى إسبانيا دون أن تطأ قدماه مقاعد الدراسة، إلى واحد من أنجح رجال الأعمال في قطاع العقار بالعاصمة مدريد، إذ يقود شركة تُدرّ أكثر من 50 مليون يورو سنويًا.

قصته، التي أوردتها صحيفة "إيبيرو إيكونوميكا" تختصر معاني الكفاح، والذكاء، والقدرة على التأقلم، لكنها تكشف أيضًا كيف يمكن للمال أن يغيّر نظرة المجتمع تجاه المهاجرين.

وصل المدني إلى إسبانيا في سن العاشرة، وكانت أولويات أسرته بسيطة: البقاء على قيد الحياة.

وتتابع الصحيفة أن أفراد الأسرة بدأوا بجمع الخردة والبحث عن أشياء قابلة لإعادة التدوير، متجنبين دوريات الشرطة في المناطق الصناعية عند الفجر.

"كان رجال الأمن يُفاجأون أحيانًا برؤية أب مع طفليه في الشارع عند الثالثة صباحًا"، يقول المدني.

لكن النظام التعليمي الإسباني رأى فيه شيئًا آخر، فبعد سنوات قليلة، أصبح من الطلاب المتفوقين، وحصل على منح دراسية، وتخرج بأعلى معدل في تخصص الهندسة الفضائية.

من هناك، بدأ مشواره المهني في القطاع البنكي، ثم انتقل إلى العقار ليصبح من أبرز رواد الأعمال الشباب في إسبانيا.

يشرف المدني اليوم على شركة  Urbanflip، المتخصصة في شراء العقارات بمناطق مميزة من مدريد، وإعادة تأهيلها، ثم بيعها بأرباح مهمة.

ما يميز نموذج المغربي المدني أنه لا يمول المشاريع بأمواله فقط، بل يجذب مستثمرين أفراد يساهمون برؤوس أموال صغيرة، بدءًا من 5,000 يورو،عبر نظام أشبه بالتمويل الجماعي (crowdfunding) .

أكثر من 1,000 مستثمر وثقوا في مشروعه، وحصلوا على عوائد سنوية تصل إلى 30% في المتوسط.

أما سر نجاح محمد، وفق نفس المصدر، فيتمثل في استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل آلاف الإعلانات العقارية، ورصد الفرص الواعدة بناءً على معايير دقيقة مثل السعر، والاتجاه، والطابق، وإمكانيات التوسعة أو الإصلاح.

ورغم نجاحه اللافت، يعترف المدني أن النظرة إليه تغيرت فقط حين جاء المال، حيث يقول بمرارة: "في السابق، كنت مجرّد 'مورو' (مصطلح عنصري)، أما اليوم فأُعامل كـ'مستثمر عربي".

لكن محمد، مع ذلك، لا يُنكر فضل إسبانيا عليه، ويؤمن بأن قصة مهاجر ناجح لا تغيّر فقط مصيره، بل تدفع المجتمع نفسه لإعادة النظر في أحكامه المسبقة.