أطلق المكتب الوطني المغربي للسياحة دينامية داخلية جديدة تهدف إلى توحيد الجهود وتثمين الكفاءات من أجل رسم رؤية استراتيجية جماعية للنهوض بالسياحة الوطنية، وذلك في ظل التحولات المتسارعة التي يعرفها القطاع على الصعيدين الوطني والدولي.
جاء ذلك في إطار لقاء داخلي غير مسبوق، احتضنته مدينة الرباط، جمع المدير العام للمكتب، أشرف فائدة، مع جميع أطر المؤسسة، سواء العاملين بالمقر المركزي أو في المندوبيات الجهوية والدولية، وذلك بعد مرور ثمانية أشهر على تولي فائدة منصبه.
ويأتي اللقاء، وفق بلاغ للمكتب، في سياق حرص الإدارة العامة الجديدة على ترسيخ ثقافة عمل تقوم على الأداء، والمرونة، والانخراط الجماعي، باعتبار هذه القيم شرطًا أساسيًا لنجاح الرهانات الوطنية المستقبلية.
وأكد البلاغ أن هذه التعبئة الشاملة تعكس قناعة واضحة بأن تطوير القطاع السياحي يبدأ أولًا من داخل المؤسسة، عبر تعزيز التماسك المؤسسي، وتكريس ثقافة النتائج، وتبني مقاربة الذكاء الجماعي.
كما تم التأكيد خلال هذا الاجتماع على ضرورة إشراك جميع الموظفين، كلٌّ حسب موقعه، في صياغة رؤية موحدة قائمة على الشفافية وتبادل المعرفة، وكسر الحواجز البيروقراطية بين المصالح، وتحسين قنوات تدفق المعلومة داخل المؤسسة.

وتندرج هذه الخطوة ضمن رؤية أوسع يعمل من خلالها المكتب على إعادة تموقع السياحة المغربية ضمن الوجهات العالمية الصاعدة. وقد تجلى ذلك من خلال عدد من المبادرات الأخيرة، أبرزها حملة “المغرب، أرض كرة القدم”، التي شكلت منعطفًا في التواصل السياحي بفضل توجهها الشعبي الموحد، إلى جانب برنامجي “Shining Fès” و“Rising Ouarzazate”، اللذين يهدفان إلى الترويج لوجهات مغربية ذات مؤهلات طبيعية وثقافية وتراثية عالية، من خلال حملات رقمية مبتكرة وحضور قوي في وسائل الإعلام الدولية.
كما يشمل هذا التوجه توقيع شراكات استراتيجية مع فاعلين دوليين كبار في القطاع السياحي، بهدف تقوية الربط الجوي، وتحسين الترويج الإعلامي، واستقطاب أسواق جديدة ذات أولوية. ويعمل المكتب كذلك على تطوير منظومة قياس الأداء وتبسيط المساطر الإدارية الداخلية، بما يضمن رفع مستوى الجاذبية والفعالية في تدبير المشاريع.
ويُرتقب أن تسفر هذه الدينامية عن بلورة خارطة طريق جديدة تتماشى مع الاستحقاقات الكبرى التي تنتظر المملكة، وفي مقدمتها كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030، اللذان يمثلان فرصة ذهبية لتعزيز إشعاع المغرب دوليًا كوجهة سياحية متميزة وآمنة ومتنوعة.
وفي المرحلة الموالية، يعتزم المكتب فتح ورش تفكير تشاركي موسع مع مهنيي السياحة، من خلال الكونفدرالية الوطنية للسياحة، من أجل صياغة استراتيجية مندمجة وواقعية تأخذ بعين الاعتبار احتياجات المهنيين، وتستثمر في المؤهلات الوطنية من أجل تنمية مستدامة للقطاع خلال السنوات المقبلة.