تشهد تقنيات الذكاء الاصطناعي تطوراً لافتاً في مجال الصحة النفسية، حيث باتت أنظمة المحادثة الذكية تحظى بثقة متزايدة من المستخدمين، خصوصاً في الحالات التي تتطلب الاستماع والدعم دون إصدار أحكام.
دراسة حديثة من جامعة طوكيو، نُشرت في ماي 2025، كشفت أن تطبيقات مثل Woebot وWysa أصبحت ملجأً لملايين المستخدمين للتعبير عن معاناتهم النفسية بعيداً عن الوصمة الاجتماعية، بفضل قدرتها على الاستماع الهادئ وتوفير مساحة آمنة للبوح.
من جهتها، طوّرت جامعة شنغهاي نظاماً ذكياً قادراً على رصد الاكتئاب مبكراً عبر تحليل طريقة الكلام، مثل بطء الحديث، تكرار الضمائر الشخصية، نبرة الصوت، واستخدام مفردات سلبية.
وبلغت دقة التنبؤ بالحالات النفسية 89%، متجاوزة أدوات تقليدية مثل استبيان PHQ-9
ورغم هذه القفزة النوعية، يؤكد الباحثون أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للطبيب النفسي، بل يمكن أن يعمل كخط دفاع أول، خاصة في البيئات التي تعاني نقصاً في المتخصصين أو تعاني من وصمة اجتماعية تجاه العلاج النفسي، كما هو الحال في عدد من الدول العربية.
المستقبل، بحسب الخبراء، لا يتجه نحو إلغاء دور الإنسان، بل نحو شراكة تكاملية بين التكنولوجيا والتعاطف البشري، تفتح آفاقاً جديدة لرعاية نفسية أكثر شمولاً وإنصافاً.